حوار| الفائز بمسابقة ناسا: "السر في الشاي بلبن.. وأهدي فوزي للمحبطين"
أعلنت وكالة ناسا الفضائية عن فوز الدكتور أيمن رجب أحمد حمد الله المدرس بكلية الهندسة بأسوان، بالمركز الثاني في المسابقة العالمية لـ"تدوير المخلفات في البيئات منعدمة الجاذبية"، وهو ما يؤكد أن العلماء المصريين ما زالوا في مقدمة الصفوف حول العالم، "الوطن" التقت الدكتور أيمن وتحاورت معه، وإلى نص الحوار...
* في البداية نريد أن نعرف من هو الدكتور أيمن رجب؟
- اسمي أيمن رجب أحمد، 28 عاما، مدرس مساعد بقسم مدني في كلية الهندسة بجامعة أسوان، ونحن من أسرة متوسطة لوالد يعمل مهندسا زراعيا ووالدتي ربة منزل وأنا الابن الأكبر لوالدي وعندي 4 أشقاء بنين وشقيقتان، وأقيم حالياً باستراحة الجامعة بمنطقة النفق بمدينة أسوان وأصولي من قرية الدبابية التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، وعن الحالة الاجتماعية أنا حالياً خاطب منذ شهور قليلة.
* ما هي المسابقة العالمية لوكالة ناسا الفضائية؟
- أعلنت فعلا وكالة ناسا الفضائية عبر موقعها الرسمي في 10 أكتوبر 2018 عن مسابقة ضمن معمل الإبداع والحلول الذكية حول التحدي لإعادة تدوير المخلفات في البيئات منعدمة الجاذبية داخل مكوك الفضاء ومحطات الفضاء الدولية.
* وما الفائدة من ذلك؟
- الفكرة باختصار أن المخلفات الخاصة برواد الفضاء تأخذ حيزا من التخزين لأنهم لا يستطيعون التخلص منها في الفضاء الخارجي والمسابقة لتنفيذ فكرة قابلة لتنفيذ لتخزين هذه المخلفات والتي تعد كاستهلاك واستخدام يومي لدى رواد الفضاء مثل القفازات والمناديل وبقيا الطعام والعصائر والملابس وغيرها من المخلفات، لأن رائد الفضاء الواحد في الرحلات الطويلة يخزن نحو 2.5 طن من المخلفات سنوياً والرحلة الفضائية عليها حوالي 4 من رواد الفضاء بمعدل 10 طن مخلفات سنوياً ولو هناك رحلات طويلة للمريخ تستغرق حوالي 3 سنوات إذاً نحن نتحدث عن مخلفات 30 طنا خلال الرحلة الواحدة.
* هل للمخلفات ضرر في رحلات الفضاء ؟
- طبعاً هناك ضرر كبير فهو يكلف الوكالة مادياً حيث يجب أن يكون المكوك الفضائي كبير الحجم لاتساع هذه المخلفات، بالإضافة لمشكلة بيئية بوجود هذه المخلفات لسنوات في المكان، ولذلك معمل الإبداع والحلول الذكية بناسا أعلن عن المسابقة لإيجاد حل لمشكلة المخلفات لتكون فكرة قابلة للتنفيذ بوضع المخلفات في حيز محكم الإغلاق حتى لا تتسرب الروائح والغازات ويجهز المخلفات لدخولها على المفاعل النووي ويحللها ويعيد تدويرها.
* وماذا فعلت؟
- أنا فكرتي القابلة للتنفيذ هو جهاز "قاذف القمامة" وهو عبارة عن جهاز صغير الحجم "80 سم – 80 سم – بارتفاع 120 سم" وهذا من شروط المسابقة، ويعمل هذا الجهاز على تدوير وتجهيز وتعبئة المخلفات اللوجستية "مناديل، قفازات، بقايا طعام وأغذية وخلافه" وتوجيهها إلى المفاعل النووي في بيئة منعدمة الجاذبية، ومواصفات جهاز تتلخص في 3 وحدات رئيسية "وعاء لتجميع القمامة، وغرفة مكابس لتجهيز المخلفات، وغرفة ضغط وكبس المخلفات".
* كلمنا عن المسابقة وكيف اشتركت فيها؟
- المسابقة بدأت في 10 أكتوبر 2018 وانتهى التقديم فيها 16 يناير 2019، وأنا سمعت عن المسابقة يوم 26 ديسمبر 2018 قبل إغلاق باب المسابقة بـ20 يوم فقط وبدأت في العمل على كتابة الملف الورقي المكون من 30 صفحة في بداية يناير 2019 وكنت أعمل يومياً عقب الانتهاء من اليوم الجامعي ولم أتوقف حتى سلمت الملف في 14 يناير قبل غلق باب التقديم بيومين فقط وحصلت على رقم 1072 ومن بين المتقدمين في المسابقة معامل عالمية في دول مختلفة وكذلك طلاب وباحثون دوليون، وأرسلت الملف للموقع الرسمي لوكالة ناسا الفضائية، وتمت مناقشتي بـ49 سؤالا حول ملفي حتى يعلموا أني صاحب الفكرة وكيف سيتم تنفيذها.
* وكيف علمت بفوزكم في المسابقة ؟
- في الأول من فبراير الماضي أرسلوا رسالة عبر البريد الإلكتروني الخاص بي بتهنئتي ودخولي ضمن الـ10 الأفضل في المسابقة، ومنذ ساعات قليلة تم الإعلان الرسمي عن المسابقة في موقعهم الرسمي بفوزي بالمركز الثاني عالمياً، ولم أكن أتوقع الفوز لأنه مش مجالي حتى أني عقب الانتهاء من كتابة الملف كاملا ترددت في إرساله ولكن الدكتور أشرف عبد المبدي الأستاذ بالكلية، دعمنى نفسياً وقال لن تخسر شيئا في إرساله وأرسلته بالفعل، ولكن أيضاً كان هناك ثقة كبيرة لدى والدتي التى تؤمن بي كثيراً فبالرغم من أنها لا تعلم عن تفاصيل المسابقة ولكنها تؤكد لي أني سأفوز وكنت دائم الاستماع لدعواتها لي والتي أعتقد أنها كانت أحد الأسلحة التى تسلحت بها في المسابقة.
* ماذا فعلت حين علمت بفوزك في المسابقة العالمية لوكالة ناسا الفضائية؟
- أول شيء عملته شربت كوبا كبيرا من الشاي بلبن وبعد كده اتصلت بوالدتي لأفرحها، فالشاي بلبن هو الداعم الأساسي والرئيسي لفوزي في المسابقة فخلال كتابتي للملف الرفيق لي هو كوب الشاي بلبن والمعروف عنه أنه "أفيون الملوك".
* ولمن تهدى هذا الفوز؟
- أهدي فوزي في المسابقة لأهلي وأصدقائي والمدرسين وأهديها بصورة شخصية للمحبطين واللى كان لهم دور مهم في تفوقي على نفسي واجتهادي خلال الفترة الماضية لأثبت لنفسي ولهم أني أستطيع الوصول للقمة حيث أحبطني أحدهم حينما تقدمت في مسابقة أخرى عام 2016 وكتب على صفحته موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بتهكم على شخصي، ولكن الحمد لله اجتهدت وثابرت وتفوقت فأنا دائماً ما أؤمن أن "الجبال خلقت لنتسلقها".
* بعيداً عن المسابقة ماذا لديك من هوايات؟
- أنا أكتب الشعر من المرحلة الإعدادية وكنت أشارك في المسابقات الخاصة بالتربية والتعليم، وكتبت روايات وقصص ولي رواية "كاليسي" وكانت منشورة في المعرض الدولي للكتاب 2017 وحالياً هناك طبعة ثانية منها وشاركت بها في معارض خارج مصر وهي رواية فلسفية عن الحب والحزن والغربة والموت.
* ما هي رسالتك التي تحب توجيهها؟
- ممكن كمصريين لا توجد عندنا إمكانيات ونظرتنا للغرب أنه سابقنا بمراحل كثيرة ولا نستطيع منافسته لكن الحقيقة هي أن الإنسان المصري بالسعي وحسن الظن بالله يستطيع أن يفعل معجزات.