أمام الضغوط الدولية.. هل يتوقف "حفتر" عن عملية "طرابلس"؟
الجيش الليبي
بعد أيام من إطلاق القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير أركان حرب خليفة بلقاسم حفتر، عملية عسكرية الخميس الماضي في المنطقة الغربية والتوجه نحو العاصمة "طرابلس"، أصدر رئيس المجلس الأعلى للدولة في "طرابلس"، خالد المشري بيانا يؤكد من خلاله أن المجلس مستعد لدعم أي مصالحة حقيقية لوقف أعمال العنف بالعاصمة، الأمر الذي يحمل دلالات سياسية تشير لزيادة نفوذ الشرق الليبي وفقاً للمحللين السياسيين.
"تشهد ليبيا حالياً تغييرا في موازين القوى العسكرية والجيش الليبي أصبح الأكثر تماسكاً وقدرة على التقدم ديموجرافياً في الداخل الليبي" هكذا وصف كامل عبدالله، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الأزمة في ليبيا، لافتاً إلى أن تحرك قوات الشرق الليبي نحو الغرب هو المحرك الرئيسي لإصدار حكومة الوفاق مثل تلك التصريحات، فضلأ عن أن حكومة الوفاق تعتمد على شرعية الأمم المتحدة التي تتبنى شرعية التسوية السياسية ولذلك يجب أن تتجنب المواجهة العسكرية وخاصة بعد رفض المجتمع الدولي للحل العسكري في غرب ليبيا.
كما عقب "عبدالله" على أن الهدف من تلك التصريحات هي اللجوء إلى حل جديد في إطار التسوية السياسية، ووفقا للوضع الحالي، ستكون لحكومة الوفاق نفوذ أقل من نفوذ قوات الجيش الليبي في ليبيا، مشيرا إلى رفض المجتمع الدولي للحل العسكري.
وقال "عبدالله" إن التحركات العسكرية للجيش الوطني الليبي تهدف إلى اكتساب رقعة جغرافية جديدة تساعد الجيش الوطني الليبي أو الشرق الليبي في جولة جديدة من المفاوضات السياسية بمعنى أنها تستهدف زيادة نفوذ الجيش الليبي ومجلس النواب والشرق الليبي في أي نوع من المفاوضات المقبلة على عكس ما كان غسان سلامة طرحه منذ توليه المسؤولية.
وعن الضغوط الدولية ضد عمليات الجيش الوطني الليبي، قال حسين مفتاح الكاتب الصحفي الليبي، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن عملية الجيش الليبي ماضية قدما وفق الخطة المعدة لها بفرض وبسط السيطرة على كامل إقليم ليبيا".
وأضاف: "تأتي عمليات طرابلس الأخيرة في ظل هذه الخطة، والمتتبع للوضع الميداني فإن القوات المسلحة الليبية أعلنت أنها تسيطر على 80% من البلد، والـ20% في طرابلس ومصراتة وفي بعض المناطق القريبة نمنهما، والخطة الآن للسيطرة على هذه الأماكن".
وقال "مفتاح": "ما يحدث اليوم أن الميليشيات المدعومة من قبل بعض الجماعات المتطرفة تحاول عرقلة هذه العملية، وحتى خلال مجلس الأمن هناك دول حاولت عرقلة هذه العملية، وروسيا سبقت وأفشلت محاولة إصدار قرار من قبل بريطانيا يوقف العمليات".
وتابع: "ما سيصدر عن مجلس الأمن سيكون مجرد بيان كلامي، الجيش الليبي يقود اليوم حربا ضد الإرهاب، وإذا كان هناك صدق من المنظومة الدولية في محاربة الإرهاب فعليه دعم الجيش وليس الدعوة لوقف العملية العسكرية نحو طرابلس".
وأكد "مفتاح" أن العملية العسكرية ستتواصل ولن يتراجع الجيش عنها، مضيفا: "الخطر في أن بعض الدول تعمل على دعم الميليشيات من الخارج لمقاومة الدعم الخارجي، فهذا سيطيل أمد الحرب".