كان مصطفى حسونة، طالب فى كلية الطب، يجلس مع أصدقائه فى مطعم بالحى الأول بمدينة 6 أكتوبر، وفجأة دخلت عليهم طفلة لم يتعدَ عمرها الـ8 أعوام، تطلب منهم مساعدتها ببعض الأموال، أعطاها أحدهم جنيهين، ابتعدت الطفلة، لكنها ظلت ترتقبهم من بعيد، إلى أن جاء وقت سداد الحساب، فطلب منهم عامل المطعم جنيهين فكة، وإذا بالطفلة التى تتابعهم بعينيها تبادر بدفع الجنيهين، لتبدأ حكايتها مع «مصطفى»، الذى قرّر إقامة عيد ميلاد لها لتحقيق حلمها الذى طالما حلمت به.
«الطفلة لفتت أنظارنا بتصرفها وبراءتها، طلبت منها أنها ماتدفعش الـ2 جنيه، لكنها أصرّت تدفع، أنهينا الحساب وأخدنا الطفلة، وقعدنا فى مكان تانى، وبدأنا نحكى معاها وعرفنا قصتها»، علم «مصطفى» وأصدقاؤه أن الطفلة «فاطمة» عمرها 8 سنوات، ولديها 9 أشقاء، وبين والديها مشكلات كثيرة سببها الفقر، لذا خرجت تجوب الشوارع وتتسول من المارة من أجل مساعدة أسرتها ببعض الأموال التى تعينهم على الحياة: «عرفنا منها أنها بتاخد نص الفلوس اللى بتجمعها، تحطها فى حصالة، والنص التانى بتديه لوالدتها علشان تشترى بيه أكل لاخواتها».
حوار الأصدقاء مع «فاطمة» تطرق إلى يوم ميلادها، مؤكدة أنها لم تحتفل به ولا مرة، وعبّرت عن حلمها بأن يُقام لها عيد ميلاد وحفل كأقرانها الذين تشاهدهم فى المطاعم والكافيتريات، الحلم انتقل من كلمات على شفاه «فاطمة» إلى واقع، حيث قرّر الأصدقاء الاحتفال بها: «طلبنا منها الحضور بكرة فى نفس المكان، واتكلمنا مع بعض فى ترتيبات الحفلة، وقرّرنا نشترى لها هدايا وتورتة وبلالين علشان نفرّحها ونجبر بخاطرها، وعملنا لها كمان سيشن تصوير».
شعرت الطفلة فى ذلك اليوم بسعادة لم تشعر بها من قبل: «كنا فرحانين بيها وبأننا قدرنا نسعد طفلة مالهاش ذنب فى الظروف اللى هى عايشاها، محدش فينا بيختار أهله ولا مكانته، واحنا واجبنا نساعد الأطفال دول، هى فرحت بالهدايا وبعيد الميلاد، واحنا فرحنا بنفسنا، لأننا عملنا حاجة حلوة».
تعليقات الفيسبوك