عاد أكثر إيمانا.. رحلة محمود الجندي مع الإلحاد "من الشك إلى اليقين"
محمود الجندي
لكل شخص فترات صعبة في حياته، عقبات تعرقله، وابتلاءات من الله، يقيس بها إيمانه ويختبر بها صبره، وهو ما حدث مع محمود الجندي، الذي توفي اليوم عن عمر ناهز 74 عاما، حينما اتجه إلى الإلحاد قبل أن يعود أكثر إيمانًا من ذي قبل.
رحلة "الجندي" من الشك إلى اليقين، يرويها خلال استضافته في برنامج "واحد من الناس"، مع الإعلامي عمرو الليثي.
تحدث الفنان محمود الجندي، عن رحلته مع الإلحاد، وبعض الأسباب التي صححت نظرته إلى الحياة وأعادته إلى رشده مرة أخرى، والتي كان من أهمها وفاة صديقه الفنان مصطفى متولي، ثم حادث وفاة زوجته في الحريق الذي نشب بالمنزل عام 2001، والذي نجا منه بأولاده بصعوبة، عندها اختلفت نظرته للدنيا.
وقال "الجندي" إنه أصيب بالغرور، وخلال فترة تمرده اتجه للتفكير العلمي المادي، نظرًا لأن الخطاب الديني في هذه الفترة لم يكن مقنعًا، على حد قوله، كما أنه اتجه إلى ربط كل الحقائق بالعلم بعيدًا عن الدين، لأنه يجد كلام الملحدين أكثر اتساقا مع العصر الحالي.
ظل الفنان الراحل لفترة كبيرة يقرأ في عدد من الكتب التي انتشرت في فترة بين الشباب، كما أكد أنه مر بمرحلة سماها "المراهقة الفكرية"، وفيها أصبح مؤمنا بفكرة عدم وجود الله، التي كانت "موضة" وقتها- بحسب قوله.
امتلأت مكتبة "الجندي" الخاصة بمنزله، بالكتب والصحف التي تحدثت عن أعماله، وخلال نشوب الحريق وجد أن الجزء الذي يحترق بشدة هو الجزء الخاص بكتب الإلحاد: "عندها جاءتني شرارة في عقلي نبهتني لما حدث".
بعد انتهاء الحريق وانتهاء العزاء في وفاة زوجته، ظل "الجندي" أسيرا للتفكير في أسئلة تدور في عقله "هل هذه الكتب نفعتني وهي تحترق؟ هل أسير في الطريق الصحيح؟، وهل الأموال التي أجنيها من التمثيل حلال أم حرام، وهل أقدم نصيحة للناس أم لا، وقررت أن أعتزل الفن إلى أن وضع الله في طريقي من ألهمني إلى التفكير الصحيح كالحبيب علي الجفري".
"ربنا كان بيحبني وحط في طريقة ناس تساعدني"، كلمات قالها الفنان الراحل لخص بها عصارة تجربته من الشك إلى اليقين، مناديا بضرورة وجود خطوط حمراء وسقف واضح أمام الفنان لا يجب تجاوزه بدعوى حرية الإبداع والرأى.