تفاصيل احتجاجات الأيام الستة في السودان قبل أنباء تنحي البشير
البشير
في الساعات الأولى من صباح اليوم، تداولت وكالات عالمية أنباء نقلا عن مصادر حكومية سودانية تنحي الرئيس عمر البشير، وفقا لوكالة "رويترز".
وأعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسميّة السودانيّة، الخميس، أنّ القوّات المسلّحة السودانيّة ستُصدر بيانا مهما بعد قليل، ما أثار حماسة وهتافات فرح بين المعتصمين أمام المقر العام لقيادة هذه القوات في الخرطوم منذ ستة أيام.
وتأتي أنباء التنحي بعد أيام قليلة من آخر اعتصام بالسودان، والذي بدأ في 6 أبريل الحالي، عقب مظاهرات بدأت منذ ديسمبر 2018، إذ أنّه في أعقاب تداول ذلك، دعا منظمو المظاهرات المطالبة بتنحي البشير، السودانيين إلى التوجه لمكان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش، وأوضح تجمّع المهنيين السودانيين في بيانه: "نناشد كلّ المواطنين بالعاصمة والأقاليم التوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والحاميات، ونرجو من الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بياننا التالي خلال اليوم".
في 6 أبريل، بدأ المتظاهرون الحشد من جديد، لكن بكثافة أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم للمرة الأولى، وعقب يومين أعلنوا أحد مطالبهم بالتواصل مباشر مع الجيش من أجل "تيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة".
فيما أعلن وزير الداخلية السوداني توقيف 2496 مواطنا من المتظاهرين، ومقتل 7 متظاهرين، بينما سارع وزير الدفاع بالتأكيد على أنّ الجيش لن يترك البلاد تغرق في الفوضى.
تجمع الآلاف في مظاهرات جديدة قرب مقر قيادة الجيش، في 9 أبريل، وحاولت القوات الأمنية تفرقتها بالغاز المسيل للدموع، ليسقط 11 فردا بينهم 6 أفراد من الشرطة، بينما أمرت الشرطة قواتها بـ"عدم التعرض للمدنيين والتجمعات السلمية"، ودعت لأهمية التوافق على انتقال سلمي للسلطة.
وفي لساعات الأخيرة من مساء أمس، دعا حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالخرطوم أعضائه وأنصاره إلى الخروج في مسيرات تأييد، إلا أنّه تم تأجيل ذلك دون تحديد موعد آخر مساء اليوم ذاته.
فتيل تلك المظاهرات التي من المرجح أنّها دفعت البشير للتنحي، بدأت في ديسمبر الماضي، بسبب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، وانتشرت بشدة في أنحاء البلاد، وخرجت تظاهرات غير مسبوقة في أنحاء عدة في البلاد هتفوا "حرية حرية" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، ومع مطلع العام الحالي طالبت أحزاب سياسية بتغيير النظام.
ومن ناحيته، سارع البشير لاحتواء الموقف بإعلانه حالة الطوارئ وإقالة الحكومة، في 22 فبراير، بينما أصرّ المتظاهرون على المطالبة برحيل الرئيس البشير.