"أمنية حياتها تحققت".. سهام تروي لـ"الوطن" كواليس دقائق جمعتها بالسيسي
السيسي في لقائه مع سهام نصار
رغم مرضها وإجرائها لإجرائها جراحة صعبة، وبُعد المسافة، إلا أن رغبتها القوية في تحقيق أمنيتها الأكبر بحياتها، وهي لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أثناء زيارته إلى واشنطن، وكانت الدافع لها لتقطع نحو 6 ساعات من مقر إقامتها في ولاية نيوجيرسي إلى للعاصمة الأمريكية، لتغمرها سعادة لا توصف أزاحت آلام المرض من داخلها.
سهام نصار.. سيدة مصرية، قضت أغلب أعوام عمرها خارج البلاد، لظروف عمل زوجها كمهندس بالسعودية تارة، ثم عمل أبنائها بأمريكا تارة أخرى، ولكنها بين تلك الفترتين مكثت لفترة في مسقط رأسها بمحافظة الغربية، حرصت خلالها على تدشين عمل خيري يكون يد العون لأبناء مدينة طنطا، بتأسيس "جمعية جيل الغد" لمساعدة الأيتام والمحتاجين والزواج.
تمكنت السيدة السبعينية من خلال جمعيتها في زواج العديد من الفتيات ليصل عددهن إلى 15 فتاة في شهر واحد، ووصلت أصداء عملها التطوعي المتميز إلى مؤسسة الرئاسة، وكرمها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عام 2008، بجائزة ولقب "الشخصية المساندة لكيان الأسرة المصرية" الذي تفردت به، ولم يحصل عليه سواها- على حد قولها-.
ومع مرور الأعوام وتغير الأحداث في البلاد، وتولي الرئيس السيسي الحكم، غمر الفخر والسعادة الأم المصرية لأربعة أبناء الذين يعملون في مناصب مرموقة بأمريكا حاليا، لترى الرئيس "هدية من السماء للشعب المصري"، وتفخر بكونه رئيسا لها، لذلك تمنت بشدة أن تلتقيه ولو لمرة واحدة.
حاولت ابنتها "شيرين العشري"، التواصل مع بعض أصدقائها الذين أبلغوا بدورهم عدد من الإعلاميين المصريين لنشر ذلك، حتى بلغت أصداء النداء مسامع الرئيس السيسي، ليسارع بتلبية أمنيتها.
سعادة غامرة سيطرت على السيدة السبعينية فور إبلاغها بقبول الرئيس لقائها في أثناء زيارته الأخيرة إلى واشنطن، لتتحدى مرضها لإجرائها عملية زراعة كبد مؤخرا، وتسافر من نيو جيرسي إلى مقر إقامة الرئيس بواشنطن، لتقطع 6 ساعات متواصلة، أرهقتها بشدة، ما دفع ناصر صابر، رئيس الجالية المصرية بنيويورك إلى إحضار "مشاية بكرسي متحرك" لمساعدتها على الحركة، ما جعل البعض يظن أنها "قعيدة"، على عكس الحقيقة.
دقائق معدودة التقت خلالها "سهام" بالسيسي، قلبت تحضيراتها للقاء رأسا على عقب، قائلة: "قبل ما أقابله كنت مبسوطة جدا ومتحمسة ومحضرة كلام كتير، بس لما شوفته حسيت إحساس بالسعادة ميتوصفش، زي أي واحدة مصرية بتحب مصر والسيسي".
وأضافت أنها قالت للرئيس: "أمنية كنت بتمناها إني أشوف حضرتك، وكلهم بيحسدوني، وعاوزة أبلغك إن الجالية المصرية هنا عاملة مجهود جبار بجد.. ده علشان الشعب المصري فعلا بيحبك وبيعمل من قلبه".
وبتأثر شديد، وجهت السيدة المصرية شكرا للرئيس، بقولها: "عاوزة أشكر حضرتك على حملة 100 مليون صحة، لأني أنا لو كان على أيامي الحملة دي، مكانش جالي كانسر في الكبد، ولا كنت زرعت الكبد، فأنا بشكرك إنك هتشفي ملايين، دي حاجة كتنت بتمناها، بس الحمد لله إن حضرتك حققتها".
اختارت رئيسة مجلس إدارة جمعية "جيل الغد"، الحديث عن حملة "القضاء على فيروس سي" من بين العديد من الحملات التي أطلقها السيسي، كونها كانت تعاني بشدة من ذلك المرض قبل 15 عاما، حيث تم توصيفه بشكل خطأ في مصر، والذي تطور إلى السرطان، وعند انتقالها إلى أمريكا، خضعت للعديد من التحاليل والعمليات ومعاناة لـ5 أعوام، حتى أجرت جراحة لزراعة الكبد.
"الحملة دي ساعدت ناس كتير وأنقذت ملايين، لو كانت اتعملت قبل كده يمكن كانت حياتي أتغيرت وقتها".. جملة بسيطة حملت بين طياتها آلاما ضخمة تحملتها الأم السبعينية، ولخَّصتها في لقائها مع السيسي، وأيضا في حديثها لـ"الوطن"، مؤكدة أن تلك اللحظات البسيطة مع الرئيس منحتها سعادة وحماسا بالغين، متمنية أن تلتقيه مرة أخرى.
شيرين العشري، لبنة سهام نصار، أكدت أنها سعت بكل السبل لتحقيق أمنية والدتها، بتحقيق ذلك اللقاء الإنساني البحت، الذي أظهر فيه السيسي، رقيًّا وحبًّا بالغين، قائلة: "لما الرئيس شافها مش قادرة، قال لها خليكي زي ما أنتي، وأنا هجيلك بنفسي، وكان في منتهى الذوق والاهتمام".