يهابها، ويخشى الاقتراب منها، صوت حوافرها على الطرق المسفتلة فقط كان كل ما يجذبه، حتى دعاه ابن خالته ذات مرة إلى الإسطبل الذي يملكه، وهناك تعامل مع الخيول عن قرب لأول مرة في حياته، ووقع سريعا في غرامها، وبعد فترة وجيزة صار يعمل بنقل السائحين وزوار القناطر الخيرية عليها، وحين اختفى الزبائن، لم يستطع التوقف عن العمل، حتى لو كان المقابل 20 جنيه فحسب.
منذ عامين فقط كان أول تعامل لـ"مصطفى محمد"، مع الخيول عن قرب، وكان ابن خالته يملك بعضها، ويتحرك بها في عدد من الأماكن، ويحاول جذب السائحين، وزوار القناطر الخيرية لركوبها، وكلما كثر عدد الركاب كلما زادت محصلة الشاب من الأموال، التي يعود بها إلى قريبه، الذى يعطيه حصة منها، ومع الشتاء وقلة زوار القناطر، فإن العمل يصبح بلا قيمة، ولا يحتاج صاحب المكان إلى مصطفى، لكن الأخير يصر على الذهاب: "المعيشة مع الخيول حلوة جدا، والاهتمام بيها واللعب معاها إحساسه حلو أوي، وبقيت مقدرش مروحلهومش وأخرج بيهم يوماتي" يحكي الشاب الذي يقوم بالذهاب إلى الإسطبل وتجهيز أكل لـ8 خيول، والاهتمام بهم، لـ"الوطن"، ومن ثم الخروج مع بعضهم للحركة مقابل 20 جنيها فحسب، ورغم أن المبلغ لا قيمة له بحسب الشاب إلا أنه أفضل من ألا يحصل على شيء مطلقا: "لأني كده كده هروح وهقعد معاهم، فأي حاجة مش مشكلة، لكن وقت الشغل بقى والصيف ممكن يدخلي 100 جنيه في اليوم".
يعمل الشاب مع الخيول بشكل جيد في الصيف، يربح جنيهات عدة، سواء من صاحبها الذي يعطيه راتبا على العمل، أو من خلال الجنيهات التي قد يدفعها له ركابها، ويحاول التوفيق بين دراسته وبين العمل، فهو لا يزال طالبا في المرحلة الثانوية، والعمل مع الخيول يستلزم منه وقتا طويلا، ويقضى أغلب النهار معها: "بروح المدرسة قليل الحقيقة، عندي اهتمام بالخيل أكتر، ونفسي لما أكبر يبقى عندي مجموعة منها"، يتحرك الشاب بالخيل طيلة الوقت، ويستعرض بها كذلك، وأقربها لقلبه واحدة يطلق عليها اسم "كوتة" ويلتقط له البعض صورا بينما يلعب معها: "أهو ده مزاجي".
تعليقات الفيسبوك