هيئة الأركان الفرنسية لـ"الوطن": لدينا تعاون عسكري راسخ مع مصر
رئيس الأركان الفرنسي
أكدت هيئة الأركان الفرنسية، أن التعاون العسكري المصرية-الفرنسي راسخ ولا يقتصر فقط على إمداد مصر بالأسلحة المتطورة مثل حاملتي الطائرات المروحية جمال عبدالناصر وأنور السادات، وطائرات الرافال الفرنسية المتطورة وغيرها، ولكن أيضا يشمل العديد من مجالات التعاون العسكري مثل التمارين المشتركة والمناورات العسكرية بمختلف الأسلحة، وكان آخرها تمارين قبل عدة أيام.
وردا على استفسار "الوطن"، قال مسؤول عسكري فرنسي بارز في هيئة الأركان الفرنسية إن تطور التعاون العسكري بين القاهرة وباريس يشمل مواجهة التهديدات والتحديات المشتركة وربما يسمح أيضا بالقيام بمهام مشتركة.
ورفض المسؤول العسكري الإجابة على استفسار حول إمكانية طرد تركيا من حلف الناتو حال امتلاكها أسلحة من منظومات تسليح منافسة للدول الحلف مثل منظومة الدفاع الجوي "اس-400".
وشرح المسؤول بهيئة الأركان الفرنسية، خلال لقاءه بوفد من كبرى الصحف المصرية، انتشار القوات الفرنسية في الخارج وخاصة في مجموعة الخمسة بمنطقة الساحل الأفريقي التي تشمل "موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو"، مشيرًا إلى أن هناك 30 ألف جندي خارج التراب الفرنسي بما في ذلك قوات مكافحة الارهاب في فرنسا، حيث تشمل مهام تلك القوات مكافحة التنظيمات الإرهابية، فضلًا عن تدريب القوات المسلحة الأفريقية الوطنية في تلك البلدان، ولإجلاء الرعايا الأوروبيين في حال ظهور أزمة خطيرة، ومنع إيجاد ملاذ آمن للإرهابيين وخاصة في مالي، مؤكدا أن مكافحة الإرهاب تعتمد على استراتيجية "3D" في إشارة إلى كلمات "الدفاع والدبلوماسية والتنمية" بالفرنسية.
كما تابع أن مساهمة القوات الفرنسية في عمليات بالخارج يحدده الكتاب الأبيض للدفاع والأمن والذي يحدد مناطق اهتمام فرنسا ومصالحها، ولكن مع وصول الرئيس ماكرون تم تطويره ليأخذ في اعتباره الواقع العالمي، مضيفًا أن الوجود العسكري الفرنسي لا يقتصر على غرب أفريقيا أو منطقة الساحل بل يشمل المشاركة أيضا في مناطق أخرى مثل العملية صوفيا الأوروبية لتأمين البحر المتوسط، والمساهمة في مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق، وتدريب القوات العراقية.
وشدد المسؤول العسكري الفرنسي، باسم هيئة الأركان، على أن مساهمة الجيش الفرنسي في تأمين مناطق حيوية في العاصمة مؤخرا بعد مظاهرات السترات الصفراء، يهدف إلى منع العنف والشعب ويأتي في إطار العملية القائمة "سونتنيل" لمكافحة الإرهاب في فرنسا والمساهمة مع قوات الشرطة في حماية الأهداف الحيوية وليس لمواجهة المتظاهرين.
وأوضح مصدر دبلوماسي فرنسي رفيع المستوى معني بالعلاقات مع مصر، أن القاهرة وباريس لديهما شواغل وتهديدات مشتركة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وهذا كان مغزى الحوارات بين الرئيس إيمانويل ماكرون والرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارة ماكرون للقاهرة مؤخرًا.
وشدد الدبلوماسي الفرنسي، خلال لقاء مع وفد صحفي مصري يزور باريس حاليًا، على أن فرنسا تشجع على حرية التعبير عن الرأي في كنف القانون وليس باللجوء للعنف، مؤكدا على أن هذا كان محور لقاء الرئيس ماكرون بشخصيات من المجتمع المدني المصري خلال زيارته للقاهرة، معتبرا أن احترام حقوق الإنسان لا يتناقض مع أولوية مكافحة الإرهاب، مؤكدا على الأولوية المتقدمة التي توليها فرنسا لتقديم الدعم الاقتصادي في مصر.
وتابع: "فرنسا لا تسعى لفرض أي شيء يتعلق بحقوق الإنسان فلكل بلد موقفه، وأن موقف فرنسا على سبيل المثال من رفض عقوبة الإعدام هو ينبع من موقفها الثابت برفض العقوبة مهما كانت الظروف ومهما كان المكان المطبق فيها العقوبة، ونحن نندد بهذه العقوبة في كل دول العالم"، كما أكد المسؤول بالخارجية الفرنسية على ترحيب بلاده بتعديل قانون المجتمع المدني، مؤكدا على أهمية الحوار ومشاركة المجتمع أيضا في مكافحة الإرهاب.
وأكد المصدر دعم بلاده لحل الدولتين لتسوية القضية الفلسطينية وألا يكون مقاومة التأثير الإيراني على حساب الوصول لحل الدولتين، مشددا على ضرورة توحيد جهود الدول العربية ومصر والدول المعتدلة لدعم حل الدولتين ومبادرة السلام العربية التي تدعمها فرنسا، كما أكد المسؤول بالخارجية الفرنسية على توافق الموقفين المصري والفرنسي حول الحل السياسي للأزمة السورية، وضمان ديمومة الانتصار الذي تحقق ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأن يكون الحل السوري شاملا وليس لكل منطقة على حدى، فضلا عن رفض الجانب الفرنسي التام لمهاجمة تركيا لقوات سوريا الديمقراطية التي حققت الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي بمساندة التحالف الدولي الذي تشارك فيه القوات الفرنسية.
وشدد على ضرورة إلا تتعرض تلك القوات لهجوم من الطرف المقابل أيضا، وهو النظام وحليفه الروسي، مؤكدا أنه على الرغم من عدم بقاء أية أراضي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي إلا أن تنظيم داعش لم ينته ويحاول حاليا إعادة ترتيب أوراقه والعودة مجددا.
وفي سياق آخر، تنظيم الجالية المصرية في فرنسا فعاليات للتعريف بأهمية المشاركة بالإدلاء بالرأي في التعديلات الدستورية المرتقبة بمشاركة عدد من أعضاء مجلس النواب، وقال صالح فرهود رئيس الجالية المصرية في باريس أن عدد من أعضاء مجلس النواب من بينهم النائب محمد السلاب، عضو الأمانة العامة لحزب مستقبل وطن، سيشاركون مساء الجمعة في ندوة تدعو المصريين للمشاركة في الاستفتاء.