لماذا ترفض جماعات يهودية مقترح نتنياهو إعلان السيادة على "الضفة"؟
رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي-بنيامين نتنياهو-صورة أرشيفية
أطلقت الولايات المتحدة يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإعلان سيادة إسرائيل على مستوطنات الضفة الغربية، وهو الوعد الذي قدمه "نتنياهو" لناخبيه قبل أيام من إجراء الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، والتي أسفرت عن فوز ائتلافه اليميني بأغلبية المقاعد، ما يعني أنه سيكون رئيس الوزراء لفترة جديدة.
وجاء إعلان الولايات المتحدة على لسان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي قال إن "حديث رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو حول فرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية لن يؤذي خطة (واشنطن) المنتظرة للسلام"، وهي الخطة المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".
وفي تصريحات لشبكة "سي.إن.إن" الأمريكية، قال "بومبيو": "أعتقد أن الرؤية التي سنعرضها ستختلف كثيرا عن النموذج المتبع سابقا. كانت لدينا أفكار عديدة لمدة 40 عاما، ولم تحقق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. فكرتنا هي عرض رؤية تضم أفكارا جديدة مختلفة ومتميزة، وتحاول إعادة تأطير وحل مشكلة كانت مستعصية".
وعلى الرغم من حالة التساهل الأمريكي التي تعد بمثابة "ضوء أخضر" لرئيس الوزراء الإسرائيلي للمضي قدما في تنفيذ خططه بإعلان السيادة على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بعد أقل من شهر من اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، فإن جماعات يهودية رفضت تلك التصريحات وطالبت الرئيس الأمريكي بمنع "نتنياهو" من تنفيذ خططه.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن خطاب أرسلته 9 جماعات يهودية، من بينها حركات الإصلاح والمحافظة اليهودية في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطالبتهم للرئيس الأمريكي بالتمسك بحل الدولتين، ومنع "نتنياهو" من إعلان السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية.
الخطاب، الذي وصفته الصحيفة الإسرائيلية بأنه "غير مسبوق وغير معتاد، حيث إنه من غير المعتاد أن تطالب الجماعات اليهودية بالضغط على رئيس وزراء إسرائيل لمنعه من تنفيذ خططه"، يؤكد أن الجماعات اليهودية تعتقد أن تنفيذ قرار نتنياهو لن يؤدي إلا إلى تعظيم الخطر وتفاقم الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما أنه سيقوض، وربما يقضي بالكامل، على الاتفاقيات الأمنية الموقعة مع السلطة الفلسطينية لتنسيق الشؤون الأمنية في الضفة الغربية، إضافة إلى أنه سيؤدي إلى انقسامات عميقة غير مسبوقة داخل الولايات المتحدة، وإلى المزيد من المصاعب وسيكون من الصعب الحفاظ على الأمن هناك.
أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن جماعات يهودية رئيسية تعد من بين جماعات الضغط الأساسية في الولايات المتحدة، من بين الموقعين على الخطاب، ومن بينهم المؤتمر المركزي لحاخامت الولايات المتحدة، واتحاد إصلاح اليهودية، ورابطة مناهضة التشهير، وهي جماعة حقوقية يهودية تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها ومن بين أقوى وأشهر الجماعات الحقوقية اليهودية، وكذلك المجموعة الصهيونية الليبرالية.
وجاء في الخطاب أن "الجماعات الموقعة على هذا الخطاب، تعيد التأكيد من جديد على الموقف الراسخ للحزبين الأمريكيين الرئيسيين، وهو أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد والضروري لبقاء إسرائيل إلى جانب تأسيس دولة فلسطينية مستقبلية، وإرسال الأمن والسلام في المنطقة، ونطالب الولايات المتحدة إعلان عدم تأييدها المقترحات الإسرائيلية لإعلان السيادة على الضفة الغربية، سواء كانت هذه السيادة كلية أو جزئية".