رئيس «النصر للتعدين»: مسئولون فى الدولة يتعمدون تدمير صناعة الفوسفات
كشف المهندس ناجح فرغلى، رئيس شركة النصر للتعدين، التابعة للشركة القابضة المعدنية، عن وجود بعض المسئولين فى الدولة يتعمدون تدمير صناعة الفوسفات مثل الفحم والحديد، ولفت فى حواره لـ«الوطن» إلى أن أرباح الشركة تخطت مليارى جنيه خلال العامين الأخيرين، مشيراً إلى وجود معوقات تعترض عمل الشركة، أبرزها صعوبة الحصول على تراخيص المشاريع التى تحتاج إلى 18 موافقة، والرسوم المفروضة من جانب المحليات على مرور الشاحنات. وأشار إلى أن قانون الثروة المعدنية القديم كانت به مميزات عديدة باستثناء الإتاوات، بينما القانون الجديد لم نشارك فى صياغته، وتوجد نسخ عديدة منه، لافتا إلى التصدى لمحاولات بيع الشركة، اعتقادا من البعض بأن ذلك هو الحل الوحيد لإنقاذها من الخسائر. وإلى نص الحوار:
■ كيف كانت انطلاقة شركة النصر للتعدين؟
- أنشئت شركة النصر للتعدين عام ١٩٦٢، وقد مرت بموجات متنوعة من الأرباح والخسائر على مدى تاريخها الطويل، وفى فترة سابقة جرى الاتفاق على بيع الشركة، اعتقادا من البعض أن ذلك هو الحل الوحيد من أجل إنقاذها، ولكن تم التصدى لذلك وإنقاذ الشركة.
■ منذ متى توليتم العمل بالشركة؟
- فى عام 2007، وكانت الشركة حينها تنتج حوالى 4.8 مليون طن خامات متنوعة سنويا، وتحقق أرباحا قدرها 84 مليون جنيه، ولكن الآن ارتفعت معدلات الأداء وتخطت الأرباح حاجز المليارى جنيه فى عامين.
■ كم يبلغ رأسمال الشركة؟
- رأس المال يبلغ حوالى ٥٠٠ مليون جنيه، وفى أول عام تقلدت منصب العضو المنتدب حققت الشركة أرباحا قدرها ١٦٠ مليون جنيه فى ثلاثة شهور، و٥٦٧ مليونا بنهاية نفس العام.
■ ما مدى صحة ما يتردد عن أن الثروة المعدنية هى أغنى الثروات فى مصر؟
- فى اعتقادى أن هذا الطرح غير صحيح، لأن الثروة الحقيقية للأوطان هى الثروة البشرية القادرة على العطاء والإنجاز، وبدونها لن توجد الثروة المعدنية.
■ ما مدى استفادتكم من قانون الثروة المعدنية الجديد؟
- بصراحة شديدة، القانون القديم كانت به مميزات عديدة، ويمكن القول إن أسوأ ما كان به هو الإتاوات التى تحصل من الشركات، أما بالنسبة إلى القانون الجديد فتوجد منه نسخ كثيرة مشوهة، بالإضافة إلى أننا لم نشارك فى صياغته.
■ هل انفرجت أزمة التراخيص التى عانيتم منها طويلا؟
- نشكر وزير البترول لأنه فى أول مقابلة معنا أعطانا 6 تراخيص، وحاليا يوجد تعاون بين الثروة المعدنية والشركة من أجل استخراج الخامات الكثيرة الموجودة فى باطن الأرض، ونحن نعوّل كثيرا على الطاقات البشرية القادرة على النهوض بهذه المسئولية.
■ ما حجم استثماراتكم مع الشركات الأجنبية؟
- كان لدينا مشروع منذ 4 سنوات للتعاون مع الجانب الهندى فى مجال الأسمدة الفوسفاتية والمركبة باستثمارات تصل إلى ٧٠ مليون دولار، تحملت منها شركة النصر للتعدين ٢٤٪، وجرى الاتفاق مع جميع الوزارات المعنية وتركيب ٤ خطوط كهرباء توفر ١٢ ميجافولت، ولكن المشروع توقف بسبب تعنت إحدى الجهات، وجرى الاشتراك فى مشروع آخر مع شركة أبوقير للأسمدة بنسبة٢٥٪ بالإضافة لثلاث شركات أخرى هى أبوزعبل للأسمدة بنسبة١٥٪ والشركة المالية والصناعية بنسبة ١٥٪ والشركة المصرية للأسمدة بنسبة ١٥٪ وبعد إعداد دراسة الجدوى، تبين أن نسبة الربح لا تزيد على ٦٪ وتم وقف تنفيذ المشروع، ولهذا ندعو الجهات المعنية للوقوف بجانب الشركة لإعادة تنفيذ المشروع مع الهند، كما أطالب الدولة بعدم التدخل فى صناعة الفوسفات وتركها لأصحابها.
■ ما مدى صحة ما يتردد عن وجود مسئولين يتطلعون إلى تدمير صناعة الفوسفات؟
- بالفعل يوجد بعض المسئولين الذين يسعون إلى تدمير صناعة الفوسفات، مثل الفحم والحديد، ونحن نشعر بالخوف بشدة على شركة مصر للألمنيوم، ونتطلع إلى استغلال الكثير من الخامات مثل الكبريت الذى تستورد الدولة الطن منه بـ 700 دولار رغم توافره فى مصر، كما نستورد الملح بالدولار رغم وجود شواطئ مليئة بالملح.
■ كثر الحديث عن تعرض الرمال السوداء للخطر.. كيف يمكن التصدى لهذه الإشكالية؟
- الرمال السوداء ذات أهمية كبيرة، حيث يتم استخراج خامات نادرة منها مثل خام التيتانيوم الذى يعتبر أغلى ثمنا من الحديد، ولكن للأسف بعض الأهالى فى كفر الشيخ يستخدمونه فى ردم المجارى وتصنيع الطوب، وللأسف الشديد المشاكل قائمة حاليا لهذا السبب بين المحافظة وهيئة الطاقة والثروة المعدنية، ونخشى عدم التوصل إلى حل قبل استنفاد هذه الرمال بالكامل.
■ هل يوجد تعسف من الجهات الحكومية فى الموافقات الخاصة بالمشاريع؟
- نعم، ولعل ذلك من أهم المشاكل التى تواجهنا، ففى حين نحتاج إلى 18 موافقة من أجل استخراج الترخيص، نجد أن دولة مثل السودان ينتهى الترخيص المطلوب بها خلال أيام معدودة، أما تنفيذ المشروع فيحتاج إلى سنوات عديدة، ومن هذا المنطلق ندعو إلى أن يتم التعامل معنا مثل القطاع الخاص، كما أطالب بإلغاء منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، لأن القوانين واللوائح فى مصر تحتاج إلى موظف درجة ثالثة، ونحن نحتاج إلى التعامل بعقلية القطاع الخاص من أجل تقليل حجم الخسائر.
■ ما حجم الاستثمارات فى الشركة حاليا؟ وما أبرز الشركات التى تتعاملون معها؟
- أبناء الشركة لا يريدون استثمارات ولم يقفوا بجانبها ولكن الشركة اشترت خلال الفترة الأخيرة ١٤ شاحنة، بحوالى ١١ مليون جنيه لتدعيم أسطول النقل، ونحن نتعامل مع جميع الشركات ومنها أبوزعبل للأسمدة والفيوم وأسيوط والسويس وكفر الزيات، ونوفر احتياجاتها بنسب تتراوح بين 90 - 100%
■ ما المشاكل التى تعترض شركة النصر؟
- نحن نطالب بتسليمنا المناجم لإجراء البحوث دون تدخل أى جهات أخرى، كما نطالب المجالس المحلية فى المحافظات بعدم اعتراض الشاحنات التى تمر عليها، وتحصيل رسوم تصل إلى 700 جنيه على الطن.
■ ما حجم إنتاج الشركة من الفوسفات؟
- الشركة تنتج حوالى ٣٫٥ مليون طن من الفوسفات والخدمات الأخرى، وإذا استلمنا مناجم البحر الأحمر سننتج أكثر من ذلك.