خفاجى: مشاركة الشباب فى الاستفتاء تبرز الوجه الديموقراطي لمصر
جانب من مشاركة المصريين في التصويت
قال المستشار محمد عبد الوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، إن مشاركة الشباب في الاستفتاء على التعديلات الدستورية حدث وطني مهم، يبرز الوجه الديمقراطي الحضاري المشرق لمصر.
وأضاف خفاجي: "يجب أن يكون الشباب على قمة مسؤولياته، ووسيلة لتجديد الحياة السياسية، لأن الشباب يمثل القوة الفاعلة في مسيرة الديمقراطية التي تعد أهم منجزات هذا الوطن، ويجسد واقع وإنجازات التجربة الديمقراطية المصرية في المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية والتنموية، وإضافة إلى ذلك فإن مشاركة الشباب في العملية الاستفتائية على التعديلات الدستورية، تشكل مفصلاً ديموقراطياً مهما، وهو ما يعد ترجمة لإرادة الشباب السياسية، بحيث تكون كما أرادها الشباب وفقا لرؤية المشرع الدستورى وطبقاً لدورهم المهم، نموذجاً في النزاهة والحيادية والشفافية، ومحطة مهمة في مسيرة الإصلاح الوطني وانحيازاً للديمقراطية والدستور لصيغته الجديدة المعدلة".
وتابع خفاجى، فى بحث له، إن العمل السياسى، وليس الحزبى حق أصيل للطلاب، داخل الجامعات وهى المكان الجامع الذى تنصهر في بوتقته قدرات الطلاب من النواحى العلمية والثقافية والسياسية والاجتماعية، وذلك من خلال ممارستهما لحقين دستوريين هما حقى الترشيح والانتخاب فى الاتحادات الطلابية لتنمية القيم الروحية والأخلاقية والوعى الوطنى والقومى بينهم وتعويدهم على أصول القيادة وإتاحة الفرصة لهم للتعبير المسئول عن اَرائهم، من خلال الأنشطة الطلابية حتى يتخذوا مواقفهم بصورة مستنيرة وحتى تتحقق الإفادة المرجوة من طاقات الطلاب فى خدمة المجتمع بما يعود على الوطن بالخير والتقدم بحسبانهم أمل الوطن فى مستقبل أفضل، لكن يجب ألا يتجاوز استخدام هذا الحق داخل الجامعات إلى انشاء تنظيمات حزبية أو سرية أو كيانات غير مصرح بها قانوناً وسواء بالنسبة للطلاب أو الأساتذة، وهو ما يعد محظورا داخل الجامعات.
واستكمل نائب رئيس مجلس الدولة، أن الاتحادات الطلابية هى النواة الأولى لتعليم الشباب معنى التنظيمات الشرعية ويقع على رؤساء الجامعات العبء الأكبر في ترسيخ مفاهيم الديمقراطية في العمل الطلابى لأن الاتحادات الطلابية هى التنظيمات الشرعية التى تعبر عن آراء الطلاب وطموحاتهم بالجامعات والكليات والمعاهد، ويمارسون من خلالها كل الأنشطة الطلابية في إطار التقاليد والقيم الجامعية الأصيلة، وعلى قمة الأهداف التى ترمى إليها هذه الاتحادات الطلابية العمل على إعداد كوادر طلابية قادرة على تحمل المسؤولية وترسيخ الوعى الوطنى وإعلاء قيمة الانتماء والقيم المجتمعية وتعميق أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة لدى الطلاب.
وأوضح نائب رئيس مجلس الدولة، أن الاستفتاء هو الخطاب الوطنى الذى يوقعه المواطنين وخصوصا الشباب منهم، لبناء مستقبل الوطن، وأن القيادات الجامعية باتت ملزمة بالقيام بواجبها نحو تبصير الطلاب بأسس التربية السياسية الصحيحة فى الحوار والنقاش وقبول الرأي الآخر والموعظة الحسنة وتعليمهم بأساليب حقى الترشيح والانتخاب الحر النزيه لممثليهم من خلال الاتحادات الطلابية، ويجب أن تزكى الجامعات فى نفوس الشباب قيمة عليا من قيم المجتمع وتبلور المعانى السامية وأهمها المعانى التى تجسد قيمة العقل وأهمية الإبداع وتلك التى تتعلق بقيم الحق والعدل والشجاعة والمساواة بين الناس كافة واحترام الآخرين وجوداً ورأياً وحرية وتقبل الآخر وتلك التى تربط بين الوطنية والوطن بما يكفل إعلاء الانتماء والولاء لمصر.
واختتم خفاجى، أن الشعب المصري ارتفع لديه الوعي السياسي والوطني بشأن أهمية موضوع التعديلات الدستورية محل الاستفتاء، ويبرز ذلك جلياً فى هرولة الشعب المصرى إلى صناديق الاستفتاء، لتحقيق المصلحة العامة لجميع أبناء الشعب بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، كما أن قدرة الشعب على تمييز موضوع الاستفتاء على التعديلات الدستورية يفوق بشكل أكبر من قدرته على انتخاب النواب، فنظام الاستفتاء يغاير فى فلسفته نظام الانتخاب، لأن اختيار النواب يستدعي فى غالب الأمر تفصيلات أيديولوجية أو مذهبية تختفي وتذوب عندما ما يجد الشعب نفسه في الاستفتاء أمام مسائل خالصة للوطن لا لأشخاص.