"الشاويش عطية" و"لهاليبو" و"عبده القماش" و"العفش".. جمعهم الفن والموت
رياض القصبجي
جمع بينهم الفن فعشقوه ومنحوه من طاقتهم وأرواحهم وموهبتهم، فخلدهم الجمهور في ذاكرته بالرغم من مرور سنوات طويلة على رحيلهم، يمر اليوم ذكرى وفاة أربعة من المخلصين للفن، قد لا يكونوا من نجوم الصف الأول في السينما، ولكنهم حجزوا الصف الأول في قلوب مشاهديهم حتى الآن، وهم الفنان رياض القصبجي، نعيمة عاكف، أنور إسماعيل وزين العشماوي، جمعهم الفن والمعاناة والموت:
رياض القصبجي
ملامح غليظة ممزوجة بسمرة لفحتها شمس الجنوب الحارقة، ابتسامة طفولية لا تليق بصاحب بنية ضخمة، "الشاويش عطية" هو الاسم الذي لازم الفنان رياض القصبجي على مدار حياة فنية استمرت لما يقرب من 20 عاما قدم على مدار ما يجاوز الـ 100 عمل سينمائي، كان أشهرهم مع الفنان إسماعيل ياسين من بينهم "إسماعيل ياسين في الجيش"، حيث كان أول فيلم يقدم فيه شخصية "الشاويش عطية"، التي لازمته طوال حياته.
لم تكن النهاية براقة بقدر البدايات، حيث توفي عن عمر ناهز الـ 60 عاما، كان ابتعد عن السينما في عامه الأخير بسبب مرضه وإصابته بالشلل آخر فترة في حياته، ولم يتمكن من تكلف مصاريف العلاج. وبعد وفاته لم تتمكن أسرته من تغطية مصاريف الجنازة، عندما رحل في نفس اليوم من عام 1963.
نعيمة عاكف
وفاتها كانت بمثابة صاعقة وقعت على عائلتها وأصدقائها وجمهورها، حيث لم تكن تتجاوز الـ 37 عاما، عندما رحلت في نفس اليوم عام 1966.
كانت بمثابة معجزة فنية أجادت كل الفنون الاستعراضية بين الغناء والرقص منذ نعومة أظفارها فلم تكن تجاوزت الـ 15 عاما، حتى أصبحت واحدة من أبرز الوجوه في عالم السيرك، ولكن تدهور حالتهم المادية بعد فقدان والدها للسيرك دفعها إلى المجيء للقاهرة واستغلال مهارتها أبهرت بديعة مصابني، التي ألحقتها بفرقتها، لتنتقل بعد ذلك إلى السينما بمساعدة المخرج حسن فوزي الذي تحمس لها وأخرج لها أول أفلامها بعنوان "لهاليبو"، عام 1949.
بالرغم من حياتها الفنية القصيرة إلى أنها قدمت ما يقرب من 25 فيلما سينمائيا، كان آخرها فيلم "أمير الدهاء" للمخرج هنري بركات، عام 1964، حيث دخلت خلال تلك الفترة وحتى وفاتها في دوامة المرض بعد تشخيص إصابتها بسرطان الأمعاء.
أنور إسماعيل
"العثور على جثة الفنان أنور إسماعيل متعفنة"، هكذا تصدر خبر وفاة الفنان أنور إسماعيل الأخبار، في نفس اليوم عام 1989، فكان الأمر بمثابة صدمة للجمهور قبل زملائه في الوسط الفني، حيث ظلت وفاته لغزا بعد العثور عليه عاريا ومتعفنا، في إحدى الشقق المفروشة بحي السيدة زينب، حيث لم يكن تجاوز وقتها الـ 60 عاما.
على مدار مشواره الفني قدم إسماعيل، مجموعة هامة من الأعمال المسرحية، بالإضافة إلى الدراما الدينية، بينما يظل فيلم "النمر والأنثى" للمخرج سمير سيف، علامة مميزة له، حيث قدم شخصية "عبده القماش"، ووصل مجمل أعماله إلى 80 عملا ما بين المسرح والسينما والتلفزيون.
زين العشماوي
واحد من أشهر الأشرار في تاريخ السينما المصرية، رحل في نفس اليوم من عام 1991 عن عمر ناهز الـ 57 عاما، حيث كان يعاني من ضعف في عضلة القلب في السنوات الأخيرة، وتوفي إثر أزمة قلبية حادة.
شهد المسرح بدايته الفنية بعد تخرجه من المسرح العالي للفنون المسرحية، وشارك في أبرز الفرق آنذاك مع الفنان إسماعيل ياسين، ويوسف وهبي، وشارك في مجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، حيث اشتهر بأدوار الشر التي أجاد تقديمها ببراعة كبيرة، وقدم على مدار مشواره الفني ما يقرب من 50 عملا متنوعا، كان آخرهم مسلسل "أنا وأنت وبابا في المشمش" عام 1989، وفيلم "حالة مراهقة" عام 1990، ومن أشهر أدواره شخصية المعلم "طحيمر العفش" في فيلم "آخر الرجال المحترمين".
لم تقتصر مواهبه على الفن فقط، حيث درس للتمثيل الصامت "البانتومايم" في معهد جمال الدين الميدادي للتمثيل والموسيقى في ليبيا، في الفترة من 1970 إلى 1974.