3 أغنام وراء مقتل طفل في أبوالنمرس.. ووالدته: قلبي اتحرق والقاتل عذبه
الطفل أمير ضحية التعذيب فى ابو النمرس
"حرق قلبي على ابني منه لله، ربنا ينتقم منه، عذبه 3 ساعات وساب جثته قدام المستوصف، كان عايز يهرب بعد ما قتل ابني، كان عايز يهرب بعد ما قتل فرحتي، قتل ابني أمير نور عيني".. بهذه الكلمات بدأت "منى" (27 عاما) الحديث عن جريمة قتل نجلها أمير (11 عاما) في منطقة منيل شيحة بمركز أبوالنمرس في الجيزة.
وأوضحت التحريات والتحقيقات أنّ الضحية كان يعمل لدى راعي أغنام، وتعرض للتعذيب على يده، بعد أنّ اكتشف الأخير اختفاء 3 أغنام من الحظيرة، ما دفعه لتكبيل الضحية بالحبال، واعتدى عليه بالضرب حتى فارق الحياة.
"أمير احمد ابراهيم" (11 عاما)، طالب في الصف الخامس بمدرسة عاشور الابتدائية، ومقيم في شارع عمار بمنيل شيحة، عاد من المدرسة وذهب للعمل لدى راعي أغنام يدعي "رجب"، لمساعدة والدته في الإنفاق عليه وعلى اخواته، لكن ذهب تلك المرة دون أنّ يودع أحدا، كانت أمه في العمل "عاملة في أحد المصانع"، وشقيقه الأكبر في الدراسة، وعندما عاد الاثنين عثروا على جثة أمير أمام مستوصف "عباد الرحمن الطبي الخيري"، على الطريق الزراعي (مصر - أسوان) بمنطقة أبو النمرس، وكان في جسده آثار تعذيب.
الجريمة لم تنته بعد، بمجرد العثور على جثة الطفل أبلغ الأهالي الشرطة، وانتقلت قوة أمنية من المباحث تحت إشراف اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد عبدالرحمن أبوضيف رئيس المباحث الجنائية لقطاع جنوب الجيزة، والعقيد أحمد نجم مفتش مباحث جنوب الجيزة، وتمكنت القوات من ضبط المتهم واعترف بارتكاب الواقعة، وأُحيل إلى النيابة التي أصدرت قرارا بحبسه لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد، ولا تزال التحقيقات مستمرة.
انتقلت "الوطن" إلى مكان الواقعة ورصدت تفاصيل الجريمة البشعة، والتقت والدة الضحية "منى"، التي تردد "حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عمل كده في أمير، أنا عايزة حق ابني مش هسيب حقه، حرق قلبي عليه ربنا ينتقم منه".
وأضافت لـ"الوطن": "اللي حصل يوم الواقعة أنا سبت أمير لوحده ورحت الشغل بتاعي كانت الساعة 8 الصبح، أنا بشتغل في مصنع، وأمير واخواته بيشتغلوا بعد الدراسة عشان يساعدوني.. وبعدين رجعت على العصر لقيت الدنيا مقلوبة عن المستوصف بتاعنا، جريت لقيت جثة طفل، ببص في شكله طلع ابني أمير، مكانش بيتكلم ولا بيضحك زي ما كنت بشوفه، كانت ساكت وجسمه كله تعذيب، الدكتور بتاع المستوصف قالي البقاء لله، محستش بنفسي وفضلت أصرخ، ومفيش ساعتين وعرفت إنّ رجب جارنا هو اللي قتله، قال للمباحث إنّ أمير اتسبب في سرقة 3 غنمات، ربنا ينتقم منه اللي حرق قلبي على ابني".
تفاصيل الجريمة كشفت عنها تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية، التي جرت تحت إشراف اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد عبدالرحمن أبوضيف رئيس المباحث الجنائية لقطاع جنوب الجيزة، أنّ الضحية كان يعمل لدى المتهم ويساعده في رعي الأغنام، وفي أثناء عمله اختفت 3 أغنام، واعتقد المتهم أنّ الطفل هو المتسبب في ضياع الأغنام أو سرقتها، وكبّله بالحبال، واستمر في تعذيبه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وحمل جثته وتركها أمام المستوصف وفر هاربا.
ألقي القبض على المتهم، وباشرت النيابة التحقيق، وتم حبس المتهم لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث بشأن الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.