السعي على الرزق ليس مقصورًا بمكان أو زمان، هكذا يرى حسين فتحي، صاحب عربة فول يعمل على غير عادة أقرانه من بائعي الفول الذين اعتادوا العمل صباحًا، لتجد عربته مقتظة بـ "الأكيلة" في منتصف الليل، حيث طلبات لا تنقطع وسيارات فارهة تقف بجانب الرصيف تنتظر السندوتشات أو "صينية عمولة".
بمجرد مرورك أمام "حسين" يجذب انتباهك العديد من الزبائن يلتفون حول، ينتظرون الطلبات، يقول لـ"الوطن": "الرزق يحب الخفية، أنا بصحى أجهز كل حاجة من العصر ولا أبدأ عمل أو فرش إلا بعد العشاء".
لا تقتصر زبائن حسين، على طبقة اجتماعية معينة، وتتنوع من العامل إلى البيه، وفقا لوصف حسين: "كل أنواع العربيات بتقف جمبي علشان تاكل من العربية وفيه زباين بتجيلي مخصوص، دا أنا بقالي ٣٠ سنة هنا في شارع الهرم".
وعن العمال الذين يترددون على عربته بشكل مستمر بعد انتهاء عملهم شرح حسين: "يادوب يقدروا يشتروا سندوتش بـ ٢ جنيه يسد جوعهم ويوفر لهم، والفول مسمار البطن، والعربية عليها أصناف كتيرة علشان محدش يزهق".
ورد صاحب العربة على اختلاف العمل في بعض الأيام والمناسبات بـ: "مش بتختلف لأني مش باخد إجازة غير في الأعياد بس الناس بتاكل لحمة في العيد وبياخدوا إجازة من الفول".
رضا بالحال وكفاح وابتسامة لم تفارقه برغم كثرة الطلبات حوله جعلته في حالة طمأنينة أن رزقه بيد خالقه مهما اختلفت الأذواق أو حتى العمل في منتصف الليل.
تعليقات الفيسبوك