عيد العمال وثورة يوليو.. الإسكندرية قبلة احتفالات رؤساء مصر
الرئيسان عبدالفتاح السيسي وجمال عبد الناصر
عروس البحر الأبيض المتوسط، لقب مدينة الإسكندرية التي تعتبر العاصمة الثانية لمصر وكانت عاصمتها قديمًا، والمرتبط عيدها القومي في 26 يوليو من كل عام بخروج الملك فاروق من مصر عام 1952، من ميناء رأس التين على ظهر اليخت الملكي المحروسة متجها إلى إيطاليا، لتصبح قبلة لرجال ثورة 23 يوليو، ومقرًا للعديد من الاحتفالات ابتداءً من أعياد الثورة ولقاء الجماهير حتى عيد العمال.
عيدالعمال، يحتفل به اليوم الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحافظة الإسكندرية، حسب ما أعلن السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، وسبق واحتفل به الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالإسكندرية أيضًا عام 1977.
قبل 42 عامًا أعلن "السادات" عن اختياره محافظة الإسكندرية للاحتفال بعيد العمال لأن من أرضها "انبعثت كثير من الخطوات الرائدة والفاصلة في مسار ثورتنا استطرادًا لماضيها الطويل في الكفاح الوطني ضد الغزاة الأجانب"، واستطرد السادات في خطابه: "من الاسكندرية انبعث أول صوت شعبي يؤيد الطليعة التي عبرت عن إرادة الشعب بثورة 23 يوليو الخالدة. وفي الإسكندرية شهدت بلادنا رحيل قمة النظام البائد.. ذلك النظام الذي كان يمثل تحالف الأقطاع مع تسلط رأس المال على عرق وانتاج القاعدة العريضة من العاملين الكادحين".
ومن الإسكندرية صدح صوت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في خطابات عدة وإن لم يكن عيدالعمال من بينها، ولكن كانت الإسكندرية وجهة توجيه كلماته للشعب في أعياد الثورة، والتي كانت كثيرًا ما تنعقد في استاد الإسكندرية، أو زياراته لمعسكرات الشباب المنعقدة بها واحتفال أسبوع شباب الجامعات.
عروس البحر المتوسط لم تكن لدى "عبدالناصر" موطنًا لشرارات الثورة كما عبر "السادات" عنها، ولكنها مدينة ميلاده وقضى بها سنوات عمره الأولى، حتى شهدت أول مظاهرة يشترك فيها، حينما وجد اشتباكًا بين تلاميذ وقوات من البوليس في ميدان المنسية وينضم للمتظاهرين، واتخذ موقعه في الاتجاه المعادي للسلطة رغم عدم معرفته بسبب الاشتباك من الأساس، حيث كانت الإسكندرية مرحلة تحول في حياة الطالب جمال من متظاهر إلى ثائر.
ليتطور محل المدينة لدى "ناصر" لتكون مقرًا أيضًا لاستقبال العديد من الرؤساء والقيادات المهمة ومن بينهم الرئيس تيتو عام 1962، ووزير الدفاع الإيطالي عام 1962، ورئيس الوزراء الصومالي عام 1963.
ومن بعده قصدها أنور السادات في العديد من خطاباته بخلاف عيد العمال عام 1977، توجه للشعب بحديثه في أعياد الثورة كما عقد لقاء مع الشباب من خلال المؤتمر العاشر للطلاب بالجامعة عام 1974، وألقى خطاب آخر بالجامعة عام 1976.