صور| الصراع ليس السبب.. السر وراء تنحي إمبراطور اليابان برغبته عن عرشه
تنحي الإمبراطور أكيهيتو عن عرش اليابان
30 عامًا اعتلى فيهم الإمبراطور أكيهيتو "عرش الأقحوان" وهو الحاكم الـ125 لليابان في أقدم سلالة حاكمة بالعالم، فورثه في عمر الـ55 عقب وفاة والده الإمبراطور هيروهيتو، ليتنحى عنه اليوم بكامل إرادته ويتنازل عن العرش لابنه الأكبر وولي العهد الأمير ناروهيتو البالغ من العمر 59 عاما.
التنازل الأول عن العرش منذ أكثر من 200 عام في الأسرة الملكية لليابان، خطّه الإمبراطور أكيهيتو بتنحيه عن العرش اليوم، واستعداد اليابان لمراسم تنصيب ولي العهد غدًا الأربعاء.
التحول النوعي أرجعه الدكتور أحمد قنديل، خبير الشؤون الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية الاستراتيجية، لـ"الوطن"، إلى الحالة المرضية التي يمر بها الإمبراطور المتنحي.
مكانة الإمبراطور الياباني محفوظة في الدستور الياباني رغم أنه لا يعطي سلطات فعلية للإمبراطور منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لكنه له قيمة رمزية كبيرة لأنه رمز الدولة وقوة موحدة للشعب الياباني، ووالد الإمبراطور المتنحي كان شبه إله في اليابان لكن هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية جعل الاحتلال الأمريكي يضع دستور يؤكد فيه على رمزية الإمبراطور ونفى صفة القداسة عنه، والإمبراطور المتنحي حاليًا احترم هذا وأسهم في تحقيق السلام في منطقة شرق أسيا وبالتالي هو رمز للسلام والتسامح، حسب "قنديل"، حتى كان الإمبراطور أكيهيتو أول ملك تم ترشحه بموجب القانون الأعلى لما بعد الحرب، والذي لا يمنح الإمبراطور أي سلطة سياسية.
ليرجح أسباب التنحي إلى تقدم "أكيهوتو" في السن، وكذلك معاناته من مشاكل صحية كبيرة منها إصابته بالسرطان، أرغمته على ذلك، حيث وجد أن الالتزامات البروتوكولية والدينية المفروضة عليه ربما لا يستطيع أن يؤديها بشكل كامل، لذا رأى ضرورة التنازل حتى لا تتأثر مهام الإمبراطور.
المهام الدينية على وجه الخصوص مرهقة بالنسبة إلى الإمبراطور فهو يؤدي الطقوش الشنتوية، الديانة الرسمية لليابان، فهي تحتاج إلى جهد بدني، وربما لم يعد يتمكن الإمبراطور المتنحي من تأديتها.
ففي عام 2016، أشار الإمبراطور أكيهيتو إلى رغبته في التنحي في رسالة فيديو متلفزة نادرة ، مشيرًا إلى القلق من أنه قد لا يكون قادرًا على أداء واجباته الرسمية بسبب تقدمه في السن. في العام التالي، سنَّ البرلمان الياباني قانونًا لمرة واحدة يتيح له القيام بذلك.
واستبعد الخبير في الشؤون الأسيوية أن يكون نزاع في الأسرة الملكية باليابان سببًا في التنحي، ودلّل على ذلك بتولي ابنه الأكبر للعرش، وفقًا للترتيب التقليدي للخلافة في اليابان، خاصة وأن الإمبراطور له ابن أصغر وله حفيد أيضًا، بينما التوريث تم بناءً على الأعراف.
يذكر أن الشعب الياباني سيتمكن من مقابلة الإمبراطور الجديد وزوجته الإمبراطورة وأفراد من العائلة الملكية في الرابع من مايو المقبل.
ووقفت الإمبراطورة ميشيكو (84 عامًا)، التي كانت ترتدي فستانًا أبيض طويلًا، بجانب الإمبراطور خلال الحدث الذي استمر 12 دقيقة، حسب وكالة الأنباء اليابانية "كيودو"، وحضر مراسم التنحي ما يقرب من 290 مشاركًا وزراء مجلس الوزراء، وقضاة المحكمة العليا وحكام الولايات، حيث قام الإمبراطور ، المغطى برداء برتقالي غامق ، بزيارة إلى الأماكن المقدسة داخل مناطق القصر ، بما في ذلك Kashikodokoro، وهو مزار مخصص للإلهة الشمسية لشينتو أماتيراسو ، والتي يُقال إن العائلة الإمبراطورية تنحدر منها.
واجتمع عدد من المهنئين أمام القصر للاحتفال باليوم الأخير من عصر هيسيي لتدخل البلاد عصر رييوا في اليوم الأول من شهر مايو.