المتحدث باسم «الأرثوذكسية»: العلاقة بين القيادة السياسية والكنيسة بعد «30 يونيو» تاريخية واستثنائية
المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القس بولس حليم
اعتبر المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القس بولس حليم، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يسير على نهج محمد على فى الإصلاح والنهوض بمصر، مشيراً إلى أن أوضاع الأقباط عقب ثورة 30 يونيو أخذت مساراً جديداً وإيجابياً حتى وصلت العلاقة بين القيادة السياسية والكنيسة إلى درجة استثنائية سيذكرها التاريخ. وفى حوار مع «الوطن»، قال المتحدث باسم الكنيسة، إن مصر تحتاج جهود وكفاءات كل شخص على أرضها للنهوض، مُحذراً من أن التطرف خطر يلتهم كل نمو اقتصادى، وأنه يجب على الجميع التكاتف لتغيير الفكر ورفع الوعى لتحقيق المواطنة وغلق أبواب الفتن الطائفية.. إلى نص الحوار:
كيف ترى وضع الأقباط حالياً مقارنةً بما قبل ثورة 30 يونيو؟
- بعد ثورة «٣٠ يونيو» أخذت الأمور مساراً جديداً، وصارت توجهات الدولة إيجابية للغاية، والعلاقة بين القيادة السياسية والكنيسة صارت فى وضع أكثر من ممتاز، بل هو بالحقيقة وضع استثنائى سيذكره التاريخ، واللافت للنظر أن كل قائد يريد أن يقوم بنهضة إصلاحية يركز على محورين مهمين، هما التعليم والمواطنة الكاملة لكل المصريين، فمثلاً فى عهد محمد على لكى تحدث نهضة فى مصر كانت أولى خطوات الإصلاح التى اتخذها هى الاهتمام بالتعليم والعمل على المواطنة الكاملة لجميع المصريين، ونفس النهج يسير عليه حالياً الرئيس عبدالفتاح السيسى، فهو جعل ٢٠١٩ عاماً للتعليم، كما أنه اتخذ إجراءات كثيرة وفعالة على طريق المواطنة، وما زال يعمل على ذلك حتى الآن.
القس بولس حليم: "السيسى" يسير على نهج محمد على فى النهوض بمصر
كيف ترى مردود قانون بناء الكنائس على غلق أبواب الفتنة فى مصر؟
- كانت مشكلة بناء الكنائس وما زالت سبباً أساسياً فى إثارة الفتنة، والقانون خطوة إيجابية على طريق الحل، لكنه ليس كافياً، فالأمر أكبر من ذلك، ويحتاج بناء الإنسان الذى يقبل بناء الكنائس، وهذا يتطلب بناء الوعى وتغيير الفكر، وهذا الأمر لا يقوم به فرد واحد، بل لا بد من تكاتف كل مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى.
هل الخطوات التى اتخذت حتى الآن فى ملف تقنين الكنائس مُرضية للكنيسة؟
- تم بالفعل تقنين عدد كبير من الكنائس، وهذا جهد وعمل نشكر الدولة عليه والآن جارٍ تقنين باقى الكنائس.
التطرف خطر يلتهم كل نمو اقتصادى.. والدولة بذلت جهوداً كبيرة لغلق أبواب الفتنة
كيف ترى العلاقة بين البابا والرئيس السيسى؟
- علاقة ممتازة واستثنائية.
هل نستطيع أن نقول إن الدولة استطاعت غلق أبواب الفتنة؟
- الحقيقة أن الدولة بذلت مجهوداً كبيراً لغلق أبواب الفتنة، لكن ما زال البعض يحملون فكراً متشدداً ويثيرون القلاقل للدولة وللكنيسة وللمصريين جميعاً، وكما قلت ما زال هناك عمل يجب أن تقوم به الدولة بكافة مؤسساتها مع مؤسسات المجتمع المدنى لبناء الوعى وسد منابع الفكر المتطرف وترسيخ القيم الإنسانية النبيلة.
ما الذى تنتظره الكنيسة من الدولة فى الفترة المقبلة؟ وما أحلام الكنيسة للوطن؟
- الكنيسة تربى أولادها على حب الوطن، فهى على مر العصور كانت تمثل مدرسة حب الوطن، ولذلك لا ننتظر من الدولة شيئاً خاصاً، فنحن لا نعيش بمعزل عن إخوتنا فى الوطن، فما نريده هو الخير لمصر وما يرسخ السلام والهدوء والنهوض بوطننا الغالى، فإن كنّا نعمل مع الدولة لترسيخ مبدأ المواطنة الكاملة، فهذا ليس للأقباط فقط، بل لكل إنسان يعيش على أرض مصر، ونعمل هذا لأن مردوده سيعود بالخير على كل المصريين، والمناخ الهادئ المستقر يجذب الاستثمار، والكل يعلم أن التطرف خطر ويلتهم كل نمو اقتصادى.
أما عن أحلامنا للوطن، فهى أن يسود الأمن والهدوء كل ربوع البلاد، وأن تنطلق مصر اقتصادياً إلى آفاق واسعة وتنهض صناعياً وزراعياً وتجارياً، وأن ينعم كل مصرى على أرض مصر بالهدوء والاطمئنان ويعيش فى رخاء، وأن يوفق الله كل القائمين على أرض مصر لما يحقق طموحات المصريين.