"محلية النواب": خسائر هيئات النقل العام والنظافة لم تعد مقبولة
أحمد السجيني
قال المهندس أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إن ملف التطوير وإعادة الهيكلة لهيئات النقل العام بالقاهرة والإسكندرية، وهيئات النظافة في القاهرة والجيزة، محل اعتبار واهتمام من قبل اللجنة، بالتنسيق مع الأجهزة والجهات المعنية بالإدارة المحلية، خاصة أنه لم يعد من المقبول حجم الخسائر التي يتم تحقيقها، مع خدمة دون المستوى.
جاء ذلك في تصريحات للمحررين البرلمانين، الثلاثاء، مؤكدًا على أن هذا الملف به العديد من التحديات الكبيرة، والتي تتطلب جانبا من الرشد والتدبر والوصول إلى حلول عل أرض الواقع للتغلب على هذه الإشكاليات التي تعاني منها هذه الهيئات، ومن باب المسؤولية الوطنية رأينا في اللجنة أن نضع هذا الملف على أولوياتنا، للنقاش والحوار في رؤى وأفكار من شأنها أن تتغلب على إشكاليات هذه القطاعات التي تكلف الدولة مليارات دون تقديم الخدمة المطلوبة أو تحقيق حتى عائد لمصروفاتها.
وأكد رئيس لجنة الإدارة المحلية، على أنه خلال الأيام الماضية تمت مناقشة الموازنات الخاصة بهم بالعام المالي الجديد، ورأينا كم من الأرقام والموارد المالية التي تتطلب الوقفة الحاسمة بشأنها، خاصة فيما يتعلق بالمرتبات التي تصرف بهذه الهيئات، مستشهدا بهيئة النقل العام بالقاهرة التي تأتي نسبة المرتبات بموازنتها بواقع 55% من إجماليها، وأيضا هيئة نظافة الجيزة تتجاوز نسبة المرتبات من الموازنة نسبة الـ70%، مؤكدا على أن هذا الأمر غير مقبول ولا يكتب النجاح لأي مشروع توجد به هذه النسب للمرتبات من أصل الموازنات.
ولفت السجيني إلى أن هذه النسبة تحققت نتيجة ما حدث في الماضي، حيث التعينات الكثيرة التى تمت في هذه القطاعات، ومن ثم أصبحت الموارد البشرية ضخمة دون أى استفادة، وتكدست هذه الهيئات بالعمالة دون أي فاعلية، مؤكدا على أن هذا الأمر موجود في الأربع هيئات حيث كم عمالة كبير، في الوقت الذي تعاني أيضا هذه الهيئات من عجز في بعض القطاعات، مستشهدا بنقص السائقين بهيئة النقل العام بالقاهرة، مؤكدا على أن هذه الهيئة اشتكت أكثر من مرة بعجز السائقين في الوقت الذي يوجد لديها عمالة كثيرة تقترب من الـ30 ألف موظف.
وقال رئيس اللجنة، أن رؤى الهيكلة للموارد البشرية وتحريك العمالة بين القطاعات وبعضها أصبح ضرورة، مشيرا إلى أنه تم التنسيق مع الجهاز المركزي للمحاسبات وجهاز التنظيم والإدارة كبيوت خبرة في هذا الإطار، وأن يقدموا بعد دراسات وافية، رؤية للاستفادة من هذه الموارد البشرية الضخمة وتحريكها بالقطاعات المختلفة والاستفادة منها بشكل أفضل وليس استمرار وضعها بهذه الصورة، قائلا:" الحل في الموارد البشرية الكبيرة إنهم يمشوا من الهيئات أو يتم استغلالهم بصورة أفضل، والاستغلال هو السبيل الوحيد وليس المشي من الهيئات".
وأكد السجينى على أنه بالتوازي مع الاستغلال للموارد البشرية بهذه الهيئات، لابد أن يتم التفكير في الاستغلال الأمثل للأصول الخاصة بهذه الهيئات والاستفاده منهما بشكل أفضل، مثلما ذكر محافظ القاهرة بشأن الجراجات وغيرها، مشيرا إلى أن التحدي الأكبر في رؤي الهيكلة لابد أن يكون في إطار تحريك التعريفة الخاصة، مؤكدا على أن التطوير والهيكلة لابد أن يكون بشكل كامل بالتوازي مع تحريك التعريفة، وفاعلية البرامج الحمائية الاجتماعية.
في السياق ذاته، أكد السجنيي على أن تحريك التعريفة من شأنها أن يساهم بشكل كبير في فاعلية الخدمة المقدمة، خاصة أن التعريفة الحالية لا تناسب الخدمة التي من المفروض أن تقدم، مشيرا إلى أن ذلك لا يتم بالتجاهل مع فاعلية البرامج الحماية لغير القادرين والمستفيدين من الخدمة بشكل مستمر قائلا: "في النقل العام مثلما لو تم تقديم خدمة ممتازة بتعريفة أكبر سيقبل عليه الجميع ويتركون سياراتهم مثلما يحدث في كل دول العالم، الخدمة المقدمة ممتازة، ومن ثم جموع الشعب تستفيد من الخدمة سواء كان غني أو فقير".
وأختتم حديثه بالتأكيد على أنه سيتم عقد العديد من الجلسات خلال الفترة المقبلة، لمتابعة رؤى التطوير وإعادة الهيكلة في هذه القطاعات، بالتنسيق مع الإدارة المحلية ومحافظة القاهرة والجيزة والإسكندرية، وأيضا الجهاز المركزي للمحاسبات والتنظيم والإدارة، مؤكدا على أن التحديات كبيرة ولكن المسؤولية تستوجب فتح هذه الملفات التي تهم المواطن والدولة المصرية.