سياسيون وحزبيون عن "صفقة القرن": منحة من لا يملك لمن لا يستحق
ترامب ونتنياهو
استنكرت الأحزاب والقوي السياسية إعلان جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، ملامح أولية لصفقة القرن التي باتت حقيقة مؤلمة تهدد الوطن العربي واستقراره، وأكد "صهر ترامب"، أن خطة السلام الأمريكية بالشرق الأوسط المعروفة إعلاميا بـ "صفقة القرن" ستكون نقطة انطلاق للحل السياسي.
وأضاف كوشنر، خلال مشاركته في ندوة استضافها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "خطة السلام ستكون وثيقة عميقة وعملية تقدم نقطة انطلاق للحل السياسي وأسسا للنمو الاقتصادي في الشرق الأوسط، حسبما نقلت قناة الحرة الأمريكية.
وأضاف: "الإطار المقترح واقعي وسيؤدي إلى وضع أفضل للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وسنبدأ بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة"، وانتقد كوشر من وصفهم بـ "المستفيدين من استمرار الصراع الذين يهاجمون خطة السلام وهم لم يقرؤوها بعد"، وقال: "نريد للفلسطينيين أن يعيشوا حياة أفضل، ومن الناحية الأخرى ضمان أمن إسرائيل وأن تكون أكثر قوة"، وتابع: "نعمل على تنقيح الوثيقة النهائية للخطة لتسليمها للرئيس ترامب".
وألمح كوشنر إلى أن "القدس عاصمة إسرائيل، هي جزء من أي اتفاقية نهائية"، وأردف: "كان هناك قرار يعترف بالقدس، هذا كان صعبا لأن الناس غير معتادين على رئيس يحافظ على وعده والإقرار بالحقيقة، والقدس عاصمة إسرائيل هي الحقيقة، وستكون جزءا من أي اتفاقية نهائية وأعتقد أن هذا مكون مهم".
وحول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان قال إن "إسرائيل سيطرت على هضبة الجولان لأكثر من خمسين سنة وهناك فوضى الآن في سوريا، لا شك في أن الجولان يجب أن تكون جزءا من إسرائيل".
وكان كوشنر قد أعلن في وقت سابق أن الإدارة الأمريكية ستعلن عن خطة السلام بعد شهر رمضان.
ومن ناحيته، استنكر سيد عبدالغني رئيس الحزب الناصري تصريحات صهر الرئيس الامريكي "كوشنر" حول صفقة القرن قائلا: "مرة أخرى من لا يملك يعطي من لا يستحق"، لافتا إلى أن أمريكا تعبث بالأراضي العربية وتريد أن تنفذ مشروع تقسيم الوطن العربي بالقوة بعد أن فشلت في تنفيذة عن طريق الإرهاب المدعوم أمريكيا وكان يستهدف تقسيم الوطن العربي.
وأضاف عبدالغني لـ"الوطن"، أن الجمهوريين يكشفون عن وجههم "الاستعماري" ببجاحة، موضحا أن منح إسرائيل القدس وهضبة الجولان يحقق مصالح أمريكا في المقام الأول قبل إسرائيل، لاسيما وأن إسرائيل بمثابة الولاية الأمريكية رقم 51 ولكنها تقع جغرافيا في الشرق الأوسط، مؤكدا أن إسرائيل تستخدم لتحقيق كل رغبات واهداف امريكا الاستعمارية وفي مقدمتها إضعاف الوطن العربي وتظل الدول العربية دائما تستورد منتجات امريكا والغرب والدول العظمى ولا تصنع ولا تنتج.
وأشار إلى أن أمريكا تعلم أن صفقة القرن ستتسبب في حروب شرسة في المنطقة العربية، ما سيكون له انعكاس إيجابي على مبيعات السلاح الأمريكية، مطالبا العرب برفض صفقة القرن وعدم التنازل عن حق الفلسطينين في دولة مستقلة وحق سوريا في عودة الجولان المحتلة تحت سيادتها.
ويقول محمد فرج، الأمين العام المساعد بحزب التجمع وأمين العمل الجماهيري، إن التسريبات حول صفقة القرن حتى الأن تدل أنها ليست بين أطراف بل رؤية إسرائيلية أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حل الدولتين الأمر الذي يستحيل أن تقبلة السلطة الفلسطينية أو أي طرف فلسطيني، فالضفقة منحازة تماما لإسرائيل بضم كل الأراضي، التى تقع فيها مستوطنات في الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية دون أي مقابل للطرف الفلسطيني، والسيطرة الكاملة على مدينة القدس الشرقية والغربية واعتبارها عاصمة لإسرائيل.
وأضاف فرج أن أمريكا تريد من خلال صفقة القرن تحويل القضية الفلسطينية كقضية احتلال إلى مسألة إنسانية، ودعوة بعض الأطراف العربية لتحمل الأزمات الخاصة بغزة وفلسطين وتوطين الفلسطينين في لبنان والأردن، في محاولة لكي ينسي ويصمت المجتمع الدولي عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان السورية، منوها إلى أن صائب عريقات القيادي بحركة فتح والرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" رفضا هذه الرؤية أو الصفقة، وأكدوا على حقوق الشعب الفلسطينى والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
وأكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يرفض إعلان أمريكا القدس عاصمة لإسرائيل، ولن يتنازل عن حل الدولتين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين.