أفريقيا يا عالم.. جيبوتى: الفطار فى الشارع واللعب والذكر أيضاً
طه
فى دولة جيبوتى يفطر أغلب الرجال خارج البيت على سفرة الحى التى يتم وضعها فى منتصف الشارع، يلتف حولها أهالى الحى والمارة، يشترك فيها أغلب البيوت بأطباق الإفطار المختلفة، يتبادلون الأصناف المفضلة لديهم من أرز باللحم والمكرونة والسمبوسة والماء والتمر، ثم يذهبون إلى المساجد لصلاة العشاء والتراويح وكذلك النساء، وخلال رمضان يجلس الرجال فى الساحات ينشدون فى مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ويحكى الكبار للأبناء قصص الأنبياء، ويتشابه الشعب الجيبوتى مع المصرى فى إقامة الدورات الرمضانية لكرة القدم والكرة الطائرة.
ويقول الشاب الجيبوتى عمر طه إن شعب بلاده لا يعرف الفوانيس، لكن تحرص النساء على صنع زينة رمضان والعيد بأيديهن عن طريق خياطة الحصير ثم تعليقها على جدران البيت، وعلى الطاولة وفى كل مكان، وتزين المنزل من الداخل بأقمشة ملونة: «بيعملوا منها مراوح برضه».
أجواء رمضان فى جيبوتى مختلفة بحكم تنوع الثقافات الموجودة هناك، حيث يبدأ الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك قبل رمضان بأيام وتتزين الشوارع ويتم إنارة المساجد وذبح الأضحيات وتوزيعها على الفقراء وإطلاق ألعاب نارية، وخروج الأطفال فى الشوارع للاحتفال، ويضيف: «من أول يوم فى رمضان يبدأ طلاب المدارس قراءة القرآن وختم جزء فى كل ثلاثة أيام، والمساجد أيضاً تفتح أبوابها طوال اليوم وتكون فيها دروس دينية من تفسير القرآن والحديث وفتاوى دينية، ويجتمع الناس فى مسجد الحمودى، وهو أكبر وأقدم مساجد جيبوتى».
يحكى أن إفطار أول يوم لا بد أن يكون فى بيت العائلة سواء بيت الجد أو العم الأكبر، تجتمع الأفراد جميعاً على مائدة الإفطار، وكل بيت يأتى بطبق من مختلف الأصناف مثل «العصيدة» و«البقعة» وهى عبارة عن حبوب الذرة تطبخ بالماء والحليب، إضافة إلى «باقية» مثل الطعمية و«المخبازة» وهى عبارة عن فتة الفطير والموز مع العسل والسمن، ويكون «البطيخ» أساسياً فى السفرة، بجانب عصير «الكركديه»، «قمر الدين»، ويتم تخزين أكل يسمى «القات» وهى نبتة مثل ورق الشجر ولكنها تعد من العادات السيئة لأن «القات» فى بعض الدول يصنف على أنه مخدر ولكنه مسموح به فى جيبوتى ودول القرن الأفريقى.
ويشير الشاب العشرينى إلى أن وجبات السحور تتسم بالطابع الشعبى، فجميعها أكلات محلية معروفة لأهالى الريف والحضر مثل «اللحوح» وهو دقيق وخميرة يكون على شكل قرص دائرى، إضافة إلى الخبز «عمبابور» وهو مثل «اللحوح» ويكون بالبيض والعسل مع الدقيق.