أفريقيا يا عالم.. غانا: «زفة مسحراتية» قبل الفجر.. والفطار «كينى»
عبدالرازق
بدأت المحاولات الأولى لدخول الإسلام فى دولة غانا منذ القرن الـ6 الميلادى، عن طريق التجار، فبسبب موقعها التجارى والمطل على المحيط الأطلسى، كان يرسو بها التجار المسلمون واحتكوا بالشعب الغانى أثناء تعاملاتهم التجارية بها.
هكذا دخل الإسلام إلى دولة غانا بالطريق السلمى، حيث استقرت قبائل «الماندى»، فى القرن الـ10 فى شمال شرق غانا، وأسست مدينة «يندى»، وبدأت هذه القبيلة فى نشر الإسلام بين قبائل «الدوغامبا»، وعدد من القبائل الأخرى.
ويشكل المسلمون نسبة 27% من الشعب الغانى تقريباً، ويتحدث غالبيتهم لغة الهاوسا، وهى تعتبر الآن من اللغات المهمة ويعمل المسلمون هناك بنشر الدعوة الإسلامية بكل حرية، حيث يضمن دستور دولة غانا حرية الاعتقاد للشعب أياً كان نوعها.
تقع جمهورية غانا على ساحل المحيط الأطلسى، فى أقصى غرب القارة الأفريقية، يحدّها من جهة الشرق جمهورية توجو ومن الغرب دولة ساحل العاج ومن الشمال دولة بوركينا فاسو ومن الجنوب المحيط الأطلسى (خليج غينيا).
وتبلغ مساحة غانا نحو 239.567 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها نحو 27.043.093 حسب إحصاء عام 2014 وعاصمتها «أكرا»، ويتألّف مجتمعها من عدة مجموعات سكانية هى الفانتى، والإيوى، وأشانتى، والموسى، والمامبروسى، والكوماسى، واليوربا.
المسيحية هى الديانة الأكثر انتشاراً فى غانا بنسبة 69%، ويليها الإسلام بنسبة 27%، والباقى هم من معتنقى الديانات المحلية، ولغة السكان الرسمية هى اللغة الإنجليزية، لكنّ بعض السكان يتحدّثون باللهجة القبلية، واللغة العربية، أمّا العملة الرسمية فهى «السيدى».
الشاب الغانى، عبدالرزاق مشيقانى، البالغ من العمر 32 عاماً، يروى، لـ«الوطن»، عادات بلاده فى شهر رمضان، فمن المعتاد أن يطوف عدد من قارعى الطبول حول القرية والمنازل وهم يعزفون ويغنون لإيقاظ الجميع لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر، والتى يفضل أن تكون حساء «تو زافى»، فهى مصنوعة من دقيق الذرة.
وقبل الإفطار يجتمع سكان القرية فى المسجد ويتلون القرآن حتى الأذان، ويحضر كل شخص الفاكهة والماء لتوزيعها على المصلين بالمسجد، ويستمر هذا النظام طوال شهر رمضان يومياً حتى انتهاء الشهر المبارك.
عدد من الوجبات يحرص المسلمون الغانيون على تناولها منها الأرز والبطاطا والكينكى، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الأسماك وذلك لانخفاض أسعارها بسبب قرب ساحل المحيط الأطلسى أو بحر فولتا.
وعقب صلاة العشاء يجتمع أكبر أفراد الأسرة مع الأحفاد والأبناء يروون قصصاً دينية عن النبى (صلى الله عليه وسلم)، وقصصاً عن تاريخ القبائل وأصل أجدادهم والمعارك القديمة التى شاركوا بها.