مقامات وأضرحة لآل البيت والصالحين، بعضها يحظى بشهرة كبيرة جعلته قبله للأبرار والمحبين والمريدين، والبعض الأخر يكاد أن يصبح طي النسيان، لا يعرف عنها أحد، تعاني من وطأة الإهمال، وتعوم في مياه الصرف الصحي، وتأن من تشقق جدرانها، ولا تميزها إلا رائحة بخور تشير إلى أن هذا المكان هو لأحد أولياء الله الصالحين، ولكل مقام حكاية يتناقلها أهل المنطقة، وتحكي تفاصيل عن إهمال دام لسنوات لتلك "المقامات المنسية" .
ضريح الإمام الوكيع
على بعد أقل من 100 متر من مسجد الأمام الشافعي بالسيدة عائشة، يقع مقام الوكيع "معلم الأئمة" شيخ الإمام محمد بن إدريس الشافعي، والإمام أحمد بن حنبل، "الوكيع بن الجراح"، والذي خلده الشافعي من خلال أبيات شعرية "شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي, فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي.. وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ، ونورُ الله لا يهدى لعاصي".
كتبت هذه الأبيات على جدران المقام، التي لا يكاد ينظر إليها أهالي المنطقة، الذي يأن بسبب الإهمال، وأمامها يقبع الضريح بوشاحه الأخضر الباهت المزين الأطراف بخيوط ذهبية تكاد تذوب بفعل الزمن، والذي يمر عليه الكثير من أهل المنطقة دون أن يلتفت له أحد.
ويقول محمود إسماعيل، الذي يسكن في أحد الأحواش المجاورة للمقام الوكيع، "إن الإهمال سيد الموقف، فلا أحد يهتم بتلك المقامات سوى السياح القادمين من الخارج ولديهم ولع شديد لتصوير المقامات وأخذ الصور التذكارية، أما أهل المنطقة فلا يعرفون عن تلك المقامات شيئا، فقد علاها التراب وتشققت جدرانها، كما أن القائمين عليها غير موجودين في معظم الأوقات.
مقام سادات المالكية
خلف مقابر السيدة عائشة وفى مقابل طريق صلاح سالم، يقع مبني وقعت جزء من قبته، وهناك تشققات في بعض أجزائه، أنه مسجد سادات مالكية الذي بني في عصر الدولة الأيوبية، وبه 13 ضريحا من أئمة الأمام مالك الذين نشروا فقه في مصر، ومن هؤلاء الأولياء الإمام يحي الشاوي، والإمام أبو الحسن النلعي.
ولعل هذا المسجد هو الأكثر حظا، فهو يقع على منطقة مرتفعة جعلته في منأى عن مياة الصرف الصحي التى تغطي المنطقة، إلا أنه مغلق معظم الوقت.
مقام بن حجر العسقلان
مبنى أثري عريق وقعت أحجاره وتكسرت ولم يتبقى سوى مقبرة وشاهد كتب عليها مقام شيخ الإسلام الإمام ابن حجر العسقلان صاحب كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري ومئات الكتب.
تعليقات الفيسبوك