تشكيليون ينعون الفنان سامي رافع: وداعا الهرم الرابع
الدكتور سامي رافع
تعقد نقابة الفنانين التشكيليين، برئاسة الدكتور حمدي أبوالمعاطي، الليلة في مقر النقابة، عزاء الفنان الدكتور سامي رافع الذى رحل عن عالمنا أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 88 عامًا.
ونعى الفنان الراحل، زملاء وتلاميذ له على مواقع التوصل الاجتماعي، إذ أعربوا عن تقديرهم البالغ لصاحب الإنجازات في مجال الفن التشكيلي، أبرزها النصب التذكاري للجندي المجهول في مدينة نصر.
ودوّن الدكتور أشرف أشرف رضا الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، منشورًا عنونه بـ"وداعا صاحب الهرم الرابع"، جاء فيه: "من كام أسبوع طلبني أستاذى المبدع الدكتور سامي رافع، ودعاني في بيته في جلسة ذكريات، عشان يفرجني على شهادات وميداليات وتكريمات حصل عليها طول حياته، وكأنّه كان حاسس إنّه هيفارقنا، وبرغم إنّه جَمّع في كتابه التذكاري اللي أصدرناه من سنتين تقريبا كل أعماله وفنونه وتصميماته ومشروعاته، لكنه ما زال يفاجئني كل فترة بأفكار فنية واسكتشات زمان".
وتابع رضا: "الفنان الكبير سامي رافع أستاذ ورئيس قسم الديكور السابق بالفنون الجميلة، وأحد أعمدة الكلية ونقابة الفنانين التشكيليين، مش فقط مصمم نصب الجندي المجهول (الهرم الرابع)، أو مصمم جداريات مترو الأنفاق، أو مصمم ديكورات المسرح والأوبرات الشهيرة، أو ملصقات وشعارات وطوابع، سامي رافع، مدرسة فنية متكاملة".
وعلق الفنان جلال الشايب أستاذ الديكور بكلية الفنون الجميلة، قائلا: "بوفاة الفنان الكبير سامى رافع (1931- 2019)، يكون رحل بالكامل جيل الخمسينيات من أساتذة قسم الديكور بكلية الفنون الجميلة، هذا الجيل الرائع الذي ولد في الثلاثينات، ونشأ وتعلم في مدارس العهد الملكي أو الزمن الجميل، وتفتحت عيونه ومداركه في الخمسينيات، وانفجرت طاقاته الإبداعية بلا قيود مع ثورة 23 يوليو وحلم القومية العربية لعبدالناصر والآمال العظيمة المجهضة، وانكسر مع الهزيمة في الستينيات، ووجد نفسه غريبا داخل وطنه في السبعينات مع دولة (العلم والإيمان) للسادات، ليستسلم في النهاية للانحدار في عهد مبارك ويطوي أحلامه ويرضى بالمتاح".
وروى الشايب عن واقعة تحمل دلالات، عبر حسابه على "فيس بوك": "ذات يوم كنت جالسا مع الدكتور سامي رافع، أسمع منه بعض ذكرياته في أثناء دراسته بالكلية، فحكى لي أنّه في أثناء رحلة الكلية إلى الأقصر وأسوان، تلك الرحلة السنوية المقدسة لطلبة البكالوريوس أثناء إجازة نصف العام، كان يسير مع صديقه ناجي شاكر أستاذ الديكور لاحقا ومصمم عرائس (الليلة الكبيرة)، ومرّا بكنيسة قديمة بأسوا، ليفاجأ بصديقه ناجى شاكر يستأذنه في دخول الكنيسة للصلاة، فبعد زمالة وصداقة لمدة 4 أو 5 سنوات، لم يكن سامي رافع يعرف أنّ ناجي شاكر مسيحيا، ولم يفكر طوال تلك الفترة أنّ يسأله السؤال المعتاد الآن: أنت مسلم أم مسيحي؟، رحم الله الدكتور سامي رافع، ورحم معه مصر في الزمن الجميل".
وأعرب الفنان هشام قنديل رئيس مجلس إدارة أتيليه ضي للثقافة والفنون، عن حزنه لوفاة الفنان الراحل قائلا: "ينعى أتيليه جدة وجاليري ضي الفنان الكبير الدكتور سامي رافع، صاحب النصب التذكاري وأحد أعمدة الفن التشكيلي في مصر، رحمة الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته".
وأكد الناقد والفنان عزالدين نجيب، في منشوره: "لن يرحل الفنان سامي رافع عن حياتنا ولو غاب جسده، لأن أعماله أمامنا كل يوم وفي كل مكان، يكفيه نصب الشهيد ليحيا في ذاكرتنا أبدا".