نقص المعروض يرفع أسعار الأسماك.. ومواطنون: «خلّيها تعفّن»
أسعار الأسماك شهدت ارتفاعاً بسبب نقص المعروض
تشهد أسعار الأسماك ارتفاعاً جديداً بسوق العبور بسبب نقص المعروض، لتوقف موسم الصيد، حيث بيع «البلطى 1» بأسعار تراوحت بين 39 و43 جنيهاً للكيلو، وبيع «البورى 1» بأسعار تراوحت بين 44 و50، و«البورى 2» بين 32 و35 جنيهاً، وهو ما انعكس سلبياً على الأسعار بسوق التجزئة، إذ بيع سمك البلطى تجزئة بأسعار بين 45 و55 جنيها للكيلو، و«البورى» بـ60 و70 جنيهاً.
وقال أحمد جعفر، رئيس شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية، إن هناك حالة من الرواج شهدتها أسواق السمك خلال الأسبوع الحالى، مقارنة بالأسبوع الأول من رمضان، مشيراً إلى أن اقتراب عيد الفطر يعزز عمليات الطلب على الأسماك، على حساب اللحوم والدواجن.
وأضاف لـ«الوطن» أن عيد الفطر يعد من أهم مواسم تجارة الأسماك، نظراً لعدم تفضيل المواطن تناوله خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى عزوف المستهلك عن اللحوم والدواجن التى يستمر فى تناولها على مدار الشهر، لافتاً إلى أن زيادة الطلب على الأسماك أسهمت فى ارتفاع أسعارها بنسبة تصل إلى 20%، مقارنة بمطلع الشهر الحالى. وأشار إلى أن الأسماك المطروحة حالياً بعضها إنتاج محلى كالسمك البلطى والبورى، بينما يتم استيراد الأسماك المجمّدة كالماكريل والجمبرى من دول بأمريكا الجنوبية وفيتنام والصين.
"البورى" بـ70 جنيهاً.. و"التجار": الأسعار تتراجع فى "يونيو".. ومحلات الدقهلية تنشط البيع بإعلانات على مواقع التواصل
من جانبه، قال طارق فهمى، نائب رئيس شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الأسماك تشهد ارتفاعاً سعرياً بسبب زيادة الطلب، تزامناً مع توقف موسم الصيد فى خليج السويس والبحر الأحمر بين سبتمبر من كل عام وأبريل من العام التالى له، حيث يتم توفير كميات تتراوح بين 10% و20%، بخلاف إلغاء العمل برسم الصادر على الأسماك، وتراجع إنتاج المزارع السمكية طوال موسم الشتاء، متوقعاً زيادة المعروض فى الأسواق خلال يونيو المقبل، مع طرح إنتاج المزارع خلال الفترة بين يونيو وديسمبر، فضلاً عن المخزون الحالى لدى المزارع من إنتاج الشتاء.
وتباينت أسعار الأسماك بشكل كبير فى عدد من المحافظات، تزامناً مع انتشار دعاوى مقاطعتها ضمن حملة «خليها تعفن»، وقال بعض التجار إن ارتفاع الأسعار لم يستمر سوى يومين، وعادت بعدها إلى ما كانت عليه قبل الزيادة، فيما نفى آخرون تراجع الأسعار، مؤكدين استمرار زيادتها، رغم عدم وجود إقبال كبير على الشراء فى رمضان.
بينما نشطت محلات بيع الأسماك بالدقهلية، فى الإعلان عن أسعارها على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة المنافذ التابعة للمحليات، وسجل كيلو البلطى 15 جنيهاً، كما سجل سعر البورى 45 جنيهاً، فيما تمسك باعة الأسماك فى الأسواق بأسعار مرتفعة، مقارنة بالمعروض فى المنافذ الحكومية، وطالب عدد كبير من المواطنين بتشديد الرقابة على الأسواق، وتدخل الحكومة بضخ المزيد من الأسماك فى الدقهلية، للسيطرة على جشع التجار، وضبط الأسعار.
الدقهلاوية يطلبون تشديد الرقابة على أسواق "سمك الغلابة" وضخ الحكومة مزيداً من الأسماك للسيطرة على جشع التجار
إسماعيل محمود، تاجر أسماك، قال إن تجار الجملة رفعوا الأسعار منذ يومين، وعقب انتشار حالة غضب بين الأهالى تراجع بعضهم عن رفع السعر، فيما تمسك بعضهم بالزيادة، ولم يخفض الأسعار مرة أخرى، وأضاف أن متوسط أسعار البلطى حاليا 25 جنيهاً، والبورى 45 جنيهاً، وهذه هى الأسعار الشعبية المتداولة. وأكد السيد مسعد، تاجر أسماك، أن الأسعار ارتفعت بالفعل دون أن تسجل انخفاضاً جنيهاً واحداً: «من يقول إن الأسعار انخفضت يأتى لى بالأسماك المخفّضة، والمعروض بأسعار رخيصة عادة ما تكون الأنواع المعروفة برخصها، أما الأسماك الجيدة فأسعارها مرتفعة»، وذكر أن الزيادة فى الأسعار بتلك الطريقة فعل دخيل على المصريين، فالكيلو كان يزيد بالقروش، لكن أن تتضاعف أسعاره دون سبب معلن فى رمضان فهذا غير مفهوم.
وطالب عوض الموافى، نقيب صيادى المطرية، بتدخّل الحكومة بسن قوانين لمحاربة الصيد الجائر وتغليظ العقوبات، لأن الصيد بالكهرباء أحد عوامل القضاء على الأسماك فى البحيرات، وهذا من شأنه أن يتسبّب فى ارتفاع الأسعار، ونوه بأنه مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة المقبلة سيزيد إنتاج الأسماك وتعود الأسعار إلى سابق عهدها.
وشكا أهالى الغردقة من ارتفاع أسعار الأسماك، وبالأخص «البلطى والبورى»، أو ما يطلقون عليه «أسماك الغلابة» بعد أن سجل سعر البلطى 45 جنيهاً بعد أن كان 30 منذ ثلاثة أشهر، وارتفع سعر كيلو البورى بنسبة بين 30 و40% ليصل إلى 65 جنيهاً بعد أن كان سعره 50.
وقال حمدى غريب، من أبناء الغردقة، إن الارتفاع الملحوظ فى أسعار الأسماك جعل شراءها أكبر من إمكانيات المواطن البسيط، بعد أن تخطت تكلفة وجبة السمك لأسرة من 4 أفراد أكثر من 250 جنيهاً. وأضاف محمد حسن، بائع بحلقة السمك بالغردقة، أن البائع يتضرّر أيضاً من ارتفاع سعر السمك، حيث يؤدى ذلك إلى تراجع معدلات البيع، وأوضح أن سعر البلطى والبورى يرتفع من المنبع نتيجة انخفاض إنتاج المزارع وغلق بعضها، لافتاً إلى أن ارتفاع درجة حرارة المياه يؤدى أيضاً إلى قلة إنتاج المزارع، فيما توقع أحمد على، صياد بالغردقة، ارتفاع أسعار الأسماك الفترة المقبلة، نظراً لقرب تفعيل قرار حظر الصيد وأيضاً زيادة الطلب على الأسماك بعد رمضان.
ويبلغ الإنتاج السنوى لمصر من الأسماك نحو 1.8 مليون طن، فى حين يبلغ الاستهلاك 2.4 مليون طن سنوياً، وتبلغ الفجوة بينهما نحو 455 ألف طن سنوياً وتغطى 80% من هذه الفجوة مشروعات الاستزراع السمكى والاستيراد.