لقطة من فيلم العار
ينزل الخبر كالصاعقة على الشقيقين: والدهما العطار الشهير، رجل البر والإحسان، والذى توفى للتو فى حادث سير، ليس إلا تاجر مخدرات كبير، يعاونه فى تجارته شقيقهما «كمال». يطالبهما الأخ بأن يعملا معه لتسلم شحنة مخدرات دفع فيها والدهم كل ما يملك قبل وفاته مع معاونيه: «من يوم ما راح المرحوم وراح معاه طلبة وأبودقشوم والدفاس وأنا محتار». يرفض الشقيقان بالطبع، فأحدهما (شكرى) وكيل نيابة يعلم تماماً أبعاد الجريمة، والآخر (عادل) طبيب أمراض نفسية يعالج مدمنى المخدرات.
يهوّن عليهما «كمال» الأمر: «المخدرات نباتات.. زيها زى أى نوع من العطارة خلقها ربنا»، يشرح أكثر: «إحنا لا تاجرنا فى خمرة، ولا فى ربا، ولا بعنا لحم خنزير»، فلسفة تقلب المنطق، وتُرسى دعائم مبادئ جديدة فى التعامل مع المحرّمات: «الحشيش لو حلال آدينا بنشربه، ولو حرام آدينا بنحرقه». يوافق الشقيقان بعد تفكير عميق، ويرسم لهما «كمال» الخطة: طائرة تلقى بالمخدرات فى البحر، وعليهم أن يغطسوا ويلتقطوها، و«يصبّروها» أو يخزنوها فى الملاحات، بعد أن يقوم «كمال» بـ«تفييش الهوامش»، أى كهربة صفائح المخدرات لإبعاد الدخلاء.
يقع الصدام بين الأشقاء الثلاثة، إذ يرفض «شكرى» أن يغطس فى البحر، فتعرض «روقة»، زوجة «كمال»، أن تغطس بدلاً منه، لكنها تلقى حتفها غرقاً، ليقرر «كمال» أن يمنحها نصيب «شكرى»: «هفرّقه رحمة ونور على روحها». يسأله «شكرى» وهو يحترق غيظاً: «هتفرّق على روحها مليون جنيه؟»، يجيب بعناد: «حقها.. ما نفعهاش فى الدنيا ينفعها فى الآخرة».
يتصاعد الصراع خلال أحداث فيلم «العار» الذى أخرجه «على عبدالخالق» عام 1982، عن قصة لـ«محمود أبوزيد»، ولعب أدوار البطولة فيه نور الشريف ومحمود عبدالعزيز وحسين فهمى، ويصل لذروته حين يجتمع الأشقاء الثلاثة فى الملاحات لتسليم البضاعة لأحد التجار المحليين، فيكتشف «كمال» أن الملح أكل الصفائح، والبضاعة ترقد كلها فى الأسفل.. يصرخ من أعماقه: «شقا عمرى»، قبل أن يطالب «عادل» بمساعدته فى جمع البضاعة من الملاحة، لكن «عادل»، الذى يصدمه انتحار شقيقه «شكرى» للتو، لا يستطيع السيطرة على أعصابه، فيطلق ضحكات مجنونة، ثم يغنى بمرارة طافحة: «والملاحة والملاحة.. وحبيبتى ملو الطراحة».
تعليقات الفيسبوك