اقترحتهما إيران.. هل تقبل أمريكا التفاوض مع "طهران" في قطر أو العراق؟
ترامب وروحاني
تذهب التوقعات إلى أن التوتر الأمريكي – الإيراني المتصاعد في الفترة الأخيرة يتجه إلى التفاوض، إذ أن "طهران" و"واشنطن"، بحسب التصريحات الصادرة من هنا وهناك، ليست لديهما رغبة للذهاب نحو الحرب.
وبالفعل، دعا رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة، أمس، إلى عقد مفاوضات أمريكية- إيرانية في قطر أو العراق، لتجاوز التوتر بين البلدين خاصة مع وقف "طهران" الالتزام ببعض بنود الاتفاق النووي الذي قد ينذر بتداعيات خطيرة.
فلماذا اختارات "طهران" العراق وقطر للتفاوض؟ وهل تعقد مفاوضات أمريكية- إيرانية في "الدوحة" أو "بغداد"؟ وهل في المقابل تقبل "واشنطن" بهما مكانا للتفاوض؟
من جهته، قال المحلل السياسي العراقي وسام صباح، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "إيران عندما تختار قطر مكانا للتفاوض مع أمريكا، فهذا دلالة على قوة التحالف بين الدوحة وطهران، وكذلك هو الحال بالنسبة للعراق".
وأضاف المحلل السياسي العراقي: "العلاقات تصاعدت بقوة بين إيران وقطر، خصوصًا منذ قرارات المقاطعة العربية في 2017، والدوحة في الوقت ذاته سيكون في مصلحتها أن تستضيف تلك المفاوضات كمنفذ لها عن حالة العزلة المفروضة عليها من قبل دول الرباعي العربي".
وقال "صباح": "إيران تعتقد أن قطر والعراق أرضا محايدة، وفي كل الأحوال، فإن العرض الإيراني حول التفاوض مع أمريكا في العراق أو قطر يعني أن هناك ضوء أخضر من قبل مرشد إيران علي خامنئي للتفاوض".
ويرى "صباح" أن الولايات المتحدة لن تقبل بالتفاوض مع إيران في قطر أو العراق، لأن "واشنطن" لا تنظر إلى "الدوحة" كطرف محايد إذا أخذنا في الاعتبار العلاقات الإيرانية- القطرية".
وبالنسبة للعراق، قال "صباح": "كذلك في الوقت ذاته فإن العراق رغم إعلانه دوما أنه محايد، إلا أنه يضم عددا من الميليشيات الموالية لإيران والتي تمارس ضغوطا، وبالتالي فإن بغداد لا تعد طرفا محايدا للتفاوض". ويضيف المحلل العراقي، أنه ربما يختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التفاوض مع إيران في دولة أوروبية.
وتتواصل حلقات التوتر الأمريكي- الإيراني، المتفاقم في الأيام الأخيرة، إذ قال مسؤول مطلع لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا"، إنّ طهران توقفت رسميًا عن التقيّد ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
وكانت الولايات المتحدة دعت الأسبوع الماضي، النظام في "طهران" إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، للتفاوض بشأن اتفاق نووي جديد، إلا أنّ ردّ إيران لم يتأخر، إذ قال نائب قائد الحرس الثوري إنّ طهران لن تجري محادثات مع أمريكا.
وكانت إيران أبلغت الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا، الأسبوع الماضي، بقرارها التوقف عن التقيد ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق، بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة بصورة أحادية منه ومعاودتها فرض عقوبات على طهران.
وقبل أيام، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إنه قد يعلق جزأين من الاتفاق الذي كانت إيران تلتزم به، هما بيع فائض اليورانيوم المخصب، والمياه الثقيلة.
ومنح روحاني الدول الموقعة على الاتفاق فرصة 60 يوما للاختيار بين أمرين، إما ما اعتبره الوفاء بالتزاماتهم المالية والنفطية المنصوص عليها في الاتفاق، وإما "اتباع الولايات المتحدة والانسحاب من الاتفاق".