«عبدالتواب».. مسحراتى أخرس بيلف بـ«ميكروفون وفلاشة»
«عبدالتواب» مسحراتى بميكروفون
بميكروفون صغير، و«فلاشة» مسجل عليها جملة واحدة «اللى ماتسحرش يقوم يتسحر»، ابتكر «عبدالتواب زهرى»، 65 سنة، مسحراتى قرية «دموه»، التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، طريقة جديدة لإيقاظ النائمين فى ليالى رمضان لتناول السحور، فبعد أن اعتاد أهالى القرية على سماع صوت طبلة مسحراتى القرية لعشرات السنوات، فوجئوا هذا العام بـ«عبدالتواب» (أصم وأبكم)، الذى يعلمون أنه لا يمكنه الكلام، يوقظهم للسحور.
يجوب شوارع دكرنس برسالة مسجلة "اللى ماتسحرش يقوم"
يتميز «زهرى» بين أهالى «دموه» بأنه شخص هادئ طويل القامة، عادةً ما يحمل كشافاً فوق رأسه ينير الشوارع المظلمة أمامه، يخرج يومياً من غرفته التى يعيش فيها مع والدته، عند منتصف الليل، يجوب شوارع القرية حتى مطلع الفجر، ثم يتوجه إلى المقابر حيث اعتاد النوم فيها بعيداً عن الناس، وبحسب «محمد إبراهيم»، أحد الأهالى، فإن «عبدالتواب أقدم مسحراتى فى خط البحر الفرنساوى، وليس له إلا أمه، العجوز المريضة، يتركها وينام فى المقابر، وعندما يصحو من نومه ينظف المقابر ويسقى الزرع بها».
أحمد حسن، من الأهالى، لفت إلى أن أحد المواطنين اشترى «ميكروفون» وأهداه لـ«عبدالتواب» هذا العام، وسجل بصوته جملة «اللى متسحرش يقوم يتسحر» ووضع المقطع الصوتى على «فلاشة» وركبها فى الميكروفون، الأمر الذى فرح به «عبدالتواب» كثيراً. وأضاف أن غالبية أهالى القرية ينتظرون قدومه كل ليلة، ليقدموا له من زكاتهم وصدقاتهم، خاصة أنه ليس له مصدر دخل سوى عمله كمسحراتى فى رمضان، وناشد وزارة التضامن الاجتماعى دراسة حالته ومساعدته بتوفير معاش أو دخل ثابت له، يعينه على توفير احتياجاته وعلاج والدته.