الليالي الحلوة.. «مجاعد التواشيح».. سباق للمنشدين فى سهرات الذكر
«مجاعد التواشيح» ظاهرة منتشرة فى مراكز البحيرة
بإطلالة مختلفة عن باقى محافظات مصر فى شهر رمضان، تسهر مدن ومراكز البحيرة حتى الصباح، أمسيات دينية ودورات كرة تجذب آلاف الشباب من مختلف المدن، ولعل الأمسيات الدينية القائمة على التواشيح والابتهالات هى أكثر ما تشتهر به محافظة البحيرة فى رمضان، وتسمى «مَجْعَد التواشيح»، وهى مزيج روحانى من أصوات المبتهلين والقراء، والبخور المقبل من الأراضى المقدسة بالسعودية خصيصاً لمثل هذه السهرات.
فى كل يوم يُطلَق اسم صاحب الدعوة أو المبتهل على «المجعد»، مثال «مجعد الشيخ فلان»، حيث يتبارى المنشدون الشباب والكبار فى أمسيات رمضان، متخذين من المساجد والأماكن المفتوحة مسرحاً لإلقاء التواشيح والابتهالات، وتكون موائد الإفطار الجماعى بداية انطلاق تلك الأمسيات، بعد أن يدعو كبار العائلات أحبابهم وأصدقاءهم، وعقب الإفطار وصلاة التراويح، يجلسون بصحبة القراء والمبتهلين فى رحاب صاحب دعوة الإفطار، وتمتد السهرات حتى الساعات الأولى من الصباح، وتعقد يومياً فى كل قرية ومدينة بالمحافظة.
من أكثر الأمسيات التى تلقى حشوداً من عشاق التواشيح والابتهالات، «مَجعد الشيخ رشدى العطار»، بإحدى قرى مركز كفر الدوار، ويجوب المدينة بأكملها طوال شهر رمضان، لإلقاء التواشيح والابتهالات، لما له من عذوبة فى صوته، ويقصد «مجعده» الكثير من الشباب حيث يمتاز الشيخ رشدى بخفة الظل التى تجعل له رواداً من صغار السن، كما أنه يختار نوعية الابتهالات المحببة إلى قلوب رواده من الشباب، بالإضافة إلى أنه بارع فى القصائد الدينية، وهو ما يجعل له شعبية ورواداً من جميع الفئات، واقترن اسمه بالسهرات الرمضانية.
ويروى الشيخ رشدى العطار، أحد أئمة مديرية الأوقاف بالبحيرة، مشاهد من الأمسيات الرمضانية قائلاً: «لهذه المجالس روحانيات لا يشعر بها إلا من يتعلق قلبه بذكر الله، وأرى فى شهر رمضان المعظم الكثير من الشباب يجلسون على المقاهى والكافيتريات، يلعبون ويلهون فى شهر ميّزه الخالق بالنفحات والعطايا، وهو أمر ننكره نحن رجال الدين، ولذلك اجتمعنا على أن نحيى ليالى رمضان بطريقة لا نعصى بها الله، وتترك أثراً طيباً فى نفوس كل من يحضرها، وكانت البداية فى قرية الكنائز بكفر الدوار، حيث أقيمت أول سهرة رمضانية تضم المبتهلين والمنشدين، ولاقت الفكرة وقتها إعجاب كل من حضرها، حتى دعا العديد من الحضور إلى احتضان هذه السهرة فى رحابه، ومن شخص إلى آخر تم عقد سهرات رمضانية لإلقاء التواشيح والابتهالات، حتى صارت عادة انتهجها العديد من الأهالى».