فى ساعات متأخرة من الليل يجلس فى الظلام بشارع درب الملاح بمنطقة باب البحر، يدقق النظر فى الإبرة حتى ينجح فى لضمها وينتهى من إصلاح الأحذية المتكومة أمامه. اعتاد محمد على، الشهير بين أهل منطقته بـ«عليوة»، أن يعمل فى الشارع، فبعد أن تهدّم العقار الذى كان يضم ورشته، جلس فى نفس المنطقة ليمارس نفس العمل، ولكن فى الشارع.
«بعد ما البيت وقع ماعرفتش أشتغل إيه وفين، فحطيت أدواتى ومعداتى وقعدت، والزباين اللى كانوا بيجولى فى الورشة بقوا بييجوا فى الشارع»، قالها «عليوة»، مؤكداً أنه يجد صعوبات كثيرة فى الشارع، منها الحر الشديد الذى يعوقه عن العمل فى النهار، والظلام الذى يسيطر على الشارع ليلاً ويحول دون لضم الإبرة والعمل بشكل دقيق: «لازم أشتغل مهما كانت الظروف».
فقَد محله فى منزل منهار فجلس على رصيف باب البحر
منذ أن كان عمره 8 سنوات، وهو يعمل فى هذه المهنة، سنوات طويلة جعلته متمرساً فيها وقادراً على إصلاح أى عيوب تلحق بأى حذاء: «مش بشتغل فى التصليح بس، بفصّل كمان، الجزمة التفصيل بـ150 جنيه، أما التصليح فعلى قد حال الزبون».
فرق كبير بين العمل فى ورشة والعمل فى الشارع: «الورشة بتبقى حاجتى محفوظة وبقفلها وانا مروح، إنما قعدة الشارع صعبة والحاجة ممكن تتاخد، ده غير صداع اللى رايح واللى جاى».
قديماً فى شهر رمضان كان يقوم بالتحضير لموسم العيد، لكن فى الوقت الحالى يعلن أنه أصبح بلا موسم: «خلاص الصنعة انقرضت وكله بقى يروح المحلات ولو حد جالى هيبقى جاى يصلّح مش يفصّل».
تعليقات الفيسبوك