فى الصباح الباكر يخرج من منزله القريب من أحد شواطئ مدينة الإسكندرية، ليمارس مهنته فى صيد الأسماك باليد، التى لم يتعلم سواها منذ أن كان طفلاً يلهو بالعوم، وأصبحت مصدر رزقه الوحيد.
بدون مركب أو أدوات صيد يعمل محمد الهوارى، حيث يرتدى بدلة ونظارة الغوص ويمسك بشبكة متوسطة الحجم فى يده، ليجمع بها ما يصادفه من أسماك، خلال السباحة فى المياه لعدة مرات على مدار اليوم، بعدها يستعد لبيع ما جمع من أسماك فى الأسواق، للحصول على مقابل مجزٍ: «دى شغلتى اللى معرفش غيرها، مضطر كل يوم أنزل البحر حتى فى نهار رمضان، عشان ألاقى مصاريف بيتى وابنى الوحيد اللى نفسى أشوفه عريس».
رغم خضوع صاحب الـ40 عاماً، لعملية جراحية لتركيب صمامات داخل القلب، فإنه ما زال متمسكاً بمهنته، التى قضى فيها أعوام عمره، ولم يكفِ عائدها لشراء مركب يصطاد عليه، وحمايته من تقلبات البحر وخطورته خلال فصل الشتاء، وتجنبه دخول المياه فى فمه أثناء فترة الصيام: «الصيد الحر الشغلانة الوحيدة المناسبة فى إسكندرية، حتى عمال التراحيل شغلهم قليل، وغصب عنى لازم أنزل البحر أجيب لقمة عيشى، وبحاول أقفل فمى عشان المية المالحة ما تدخلش جوه».
يضطر «محمد» أحياناً إلى تجنب الصيد لظروف جوية خطيرة، ووقتها يحاول تعويض فترة توقفه بشراء كمية من أسماك المزارع، ويعمل فى بيعها داخل الأسواق، بعد فشله فى إيجاد فرصة عمل بديلة.
تعليقات الفيسبوك