أستاذ شريعة في لقاء "الأوقاف" العلمي: التخطيط سبيل لإنجاح أي عمل
ملتقي الفكر الإسلامي
نظمت وزارة الأوقاف لقاءً علميًّا بعنوان "أهمية التخطيط في حياة الفرد والمجتمع"، وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي، الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين بالقاهرة.
حاضر فيه كل من الدكتور أحمد حسين وكيل كلية الدعوة بجامعة الأزهر، والدكتور عطا السنباطي، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، بحضور عدد من قيادات الوزارة، وبعض من الأئمة، وجمع غفير من الجمهور، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وآسيوية.
وفي كلمته، أكد الدكتور أحمد حسين، أن التخطيط والتنظيم والإعداد الجيد لكل ما يقدم عليه الإنسان من عمل يوفر عليه الكثير من الجهد، والتخطيط في حياة الإنسان يعدُّ بمثابة العمود الفقري الذي لا يمكن أن يَستغني عنه الفرد، ولا يمكن أن تستقيم حياته بدونه، ومِن ثَمَّ فإن التخطيط يجب أن يكون في الوقت المناسب حتى يُحقِّق الغاية المنشودة منه.
وأوضح أن النبي وضع خطة وثيقة محكمة يستثمر من خلالها المسلم وقته، وطاقته، وإمكاناته، وسار عليها صلى الله عليه وسلم بدقة شديدة، فأحرز نجاحًا باهرًا في التاريخ على النحو المعروف لنا من حياته وسيرته (صلى الله عليه وسلم).
وأشار إلى أن الإنسان الناجح في حياته هو من خطط لها جيدًا، واستثمر طاقته ووقته وإمكانياته ليصل إلى هذا النجاح، مبينا أن النبي أوصانا باستثمار أوقاتنا بقوله: "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ".
وفي ختام كلمته أكد أن التخطيط الجيد يحقق أكبر قدر من السعادة في المجتمع من خلال الالتزام بالواجبات وأداء المسؤوليات، فكل فرد في المجتمع يعرف دوره الذي يؤديه وهدفه الذي يصل إليه.
وفي كلمته، أكد الدكتور عطا السنباطي، أن الرسول هو المثل الأعلى والنموذج الذي يحتذى به في كل أمور الحياة، فهو كما وصفه الله عز وجل بقوله: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، موضحا أن التخطيط عبارة عن التنبؤ للمستقبل، واختيار البدائل المتاحة وفق قاعدة بيانات، وإمكانات متاحة.
وأشار إلى أن النبي مارس التخطيط، وأن الله تعالى قد أمره بذلك فقال تعالى: "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ"، والأمر بإعداد القوة أمر يتضمن الأمر بالتخطيط؛ لأن إعداد القوة نشاط هادف، ويحتاج إلى كثير من المعلومات بعضها متعلق بالحاضر وبعضها متعلق بالمستقبل.
وأشار إلى أن سيرة الرسول مَعْلم بارز في جميع جوانب الحياة، ونلحظ منها جانب التخطيط وطرائق الإدارة، ودقة التنظيم في كل مراحل دعوته، فالهجرة النبوية دليل واضح على أن التخطيط ضروري لمزاولة أي نشاط بشري مهما يكن نوعه، يستوي في ذلك أن يكون القائم به فردا أو جماعة، وقد اتضحت رؤية رسول الله في التخطيط في بناء المسجد، ودستور المدينة، واتصالاته بالقبائل والدول والزعماء والملوك.
وفي ختام كلمته، أكد أن التخطيط سبيل لإنجاح أي عمل من الأعمال، ولابد منه للبلوغ إلى المقصود، وأنه ركيزة أساسية يقوم عليها هذا الدين؛ ولذلك فإن الإسلام قد دعانا إلى الأخذ به، وجعله نظاما لحياة المسلمين لأنه ضرورة لابد منها، وهذا ينسجم مع الفهم الصحيح لمعنى التوكل على الله والإيمان بالقضاء والقدر.