قبل ساعات قليلة من موعد الإفطار، تعد أدواتها وتترك منزلها، الكائن فى شارع بورسعيد بمنطقة سبورتنج، لتفترش الرصيف المواجه بألوان الحلويات الشرقية وطواجن الشيكولاتة، وتظل تبيعها حتى موعد أذان المغرب.
نور سمير، حاصلة على ليسانس آداب قسم لغة عربية، تركت العمل بالتدريس منذ 10 سنوات، من أجل مشروعها البسيط، وخرجت إلى الشارع وهى ترتدى «مريلة المطبخ» وقفازات بلاستيكية وموقد نار، لتصنع أشهى الكنافة والقطائف وبلح الشام والزلابية، ومع اقتراب عيد الفطر أضافت إلى طاولتها أطباق الكعك والبسكويت.
صناعة الحلوى جذبت «نور»، وقرّرت تنمية موهبتها بخوض ورش تعليمية فى الطهى، ومتابعة الفيديوهات التعليمية المتداولة على «يوتيوب»، إلى أن التحقت بالعمل فى عدد من الفنادق الشهيرة كـ«شيف حلوانى»: «أنا متكفلة بمصاريف بنتى 13 سنة، ومش هاقعد فى البيت علشان أستنى حد يصرف علينا، لازم أسعى والشغل فى الشارع مش عيب»، حسب «نور».
للعام الثانى على التوالى، تفترش «نور» الرصيف بحلواها فى شهر رمضان، بينما تعتمد باقى أيام السنة على البيع من خلال صفحتها على «فيس بوك»، حيث تتلقى عبرها طلبات لإعداد كيك و«تورت» وأصناف حلوى مختلفة: «أكتر أيام بابيع فيها هى المواسم والمناسبات، زى الخطوبة والزواج وعيد الأم».
مجرد تأدية صلاة الفجر، تبدأ «نور» فى صُنع الحلوى الشرقية بمنزلها، لتكون جاهزة للزبائن فى الموعد المحدّد، قائلة: «باتعب علشان أعمل شغلى، ويكون جاهز للزبون على التسخين، وأسعارى مش زى اللى بتتباع بره، باراعى كل الطبقات، ومش بامشى حد زعلان»، ويبدأ سعر الطبق من 25 جنيهاً، ويتراوح سعر الكيلو بين 50 و70 جنيهاً، فيما تبيع كيلو الكعك بالسمن البلدى بـ100 جنيه.
تنصح «نور» زبائنها، باستمرار، بتناول الطعام المنزلى، دون اللجوء إلى شراء الوجبات السريعة ذات السعرات الحرارية المرتفعة، كما تحفّز السيدات على استغلال مواهبهن فى عمل تجارى: «لو كل واحدة استثمرت موهبتها هتنجح وتحقق طموحها».
تعليقات الفيسبوك