دفعتهم الظروف إلى الوجود خارج أوطانهم فى موسم العيد، لكن قلوبهم ظلت معلقة بمنشئهم، ولا تغيب عن أذهانهم ذكرياتهم فى المواسم والاحتفالات لذا قرروا الاحتفال فى الغربة، وإحياء عاداتهم وتقاليدهم، التى كانت كفيلة بنشر الفرحة لمن حولهم.
ففى ولاية «ميشجيان» فى مدينة ديترويت الأمريكية، قام عدد كبير من العائلات المسلمة التى تعيش هناك بجمع التبرعات لشراء ألعاب للأطفال لتقديمها للمحتاجين، وقالت «ملاك صعب»، صاحبة المبادرة: «نحن نتحرك من أجل هدف واحد هو القضاء على الفقر فى المجتمع، لذا فكرنا فى جمع التبرّعات من السكان لشراء الهدايا للأطفال الصغار، حتى لا نترك الأطفال المحتاجين، دون هدية فى أول أيام العيد».
المبادرة التى أطلقتها «ملاك» مع زوجها، بدأت منذ 5 أعوام، لكن هذا العام كان الأكبر من حيث التبرعات، حيث وصلت إلى 200 عائلة، وتم توزيع الهدايا والألعاب على أكثر من 800 طفل: «نحن نجمع التبرعات النقدية فقط، ونتجه إلى المحلات، التى تبيع الألعاب التى تتراوح أسعارها من دولار إلى خمسة دولارات، ونشترى الألعاب كلها من النوع نفسه، ولها الشكل نفسه، حتى نضمن تحقيق المساواة بين الجميع».
توزع «ملاك» الألعاب على الأطفال فى المؤسسات التى تتعامل مع قضايا العنف أو من خلال المساجد، وكذلك الأيتام واللاجئون.
إقامة صلاة العيد باستاد مدينة بياتشنزا شمال إيطاليا، فكرة توصّل لها مغتربون مصريون فى إيطاليا، لتهوين مشاعر الغربة على أنفسهم، والشعور بأنهم يعيشون بأحضان موطنهم.
قام مغتربون بتجهيز بوفيه مفتوح يضم الحلوى الخاصة بالاحتفال بالعيد فى كل البلدان العربية، ليشعر المسلمون فى إيطاليا بجو «اللمة» التى اعتادوا عليها فى مصر خلال فترة العيد.
كامل رشوان، مغترب مصرى بإيطاليا منذ 18 عاماً، ينتظر أجواء العيد الاستثنائية بإيطاليا بفارغ الصبر ويعد لها، كما يصف الإيطاليين بالشعب الودود: «طيبين جداً، والحكومة الإيطالية هنا بتدعم العرب».
تسهيلات مختلفة توفرها جهات العمل والشركات بإيطاليا للمسلمين خلال فترة العيد: «أيام العيد لا تعتبر إجازة رسمية فى إيطاليا، لكن هما بيدونا إجازة للاحتفال بالعيد مع أسرنا».
وحسب «كامل»، فإنهم يعدون «بوفيه» مفتوحاً داخل الاستاد، للاحتفال بالعيد بتناول الحلوى معاً: «البوفيه بيضم حلويات من مصر وتونس والمغرب وجنوب أفريقيا والبرازيل، وطبعاً أطباق الكحك والبسكويت والبيتى فور بتكون متصدرة المشهد».
وفى إثيوبيا كان الاحتفال بشكل مختلف، حيث ظهرت الوحدة الاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين، الذين يمثلون أغلبية السكان، وشارك أفراد المجتمع على اختلاف عقائدهم فى تنظيف أماكن العبادة.
تعليقات الفيسبوك