هل تنجح وزيرة خارجية الإكوادور بإنهاء الانقسام داخل "الدول الأمريكية"؟
ماريا فرناندا إسبينوزا
قال رئيس وزارء دولة "أنتيجوا وبربودا"، جاستون براون، إن رئيسة الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وزيرة خارجية الإكوادور، ماريا فرناندا إسبينوزا، ستوفر قيادة أفضل لمنظمة الدول الأمريكية من الأمين العام الحالي للمنظمة، لويس ألماجرو، مثنيا خلال اجتماع في الأمم المتحدة، على إنجازاتها ودعمها لدول البحر الكاريبي ودول أمريكا اللاتينية. وأوضح براون، أمس الثلاثاء، أنه "في الوقت الحالي، لدينا مشكلة في منظمة الدول الأمريكية. لدينا أمين عام (لويس ألماجرو) يدمر كل قواعد المنظمة، ويقوض كل قيم منظمة الدول الأمريكية".
وأشار رئيس وزراء "أنتيجوا وبربودا"، إلى أن أفضل شخص لتولي هذا المنصب في هذا الوقت ليس سوى "ماريا إسبينوزا"، وفقا لما ذكرته قناة "تيلسور"، وتابع براون قائلا: "آمل أن تفكر في عرض (أنتيجوا وبربودا) لترشيحك بالاشتراك مع حكومة الإكوادور لتولي منصب الأمين العام المقبل.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اختارات إسبينوزا، في 5 يونيو 2018، في منصب رئيسة الجمعية العامة، وهي أول امرأة من أمريكا اللاتينية تتولى المنصب ورابع امرأة تترأس هذه الهيئة في الأمم المتحدة. وانتخبت ماريا إسبينوزا بأغلبية 128 صوتاً أمام منافستها، سفيرة هندوراس في الأمم المتحدة، ماري إليزابيث، التي حصلت على 62 صوتاً. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها الانتخابات بعد إجراء حوار تفاعلي بين المرشحين تمكنوا خلالها من تقديم رؤية عامة لما ستكون عليه ولايتهم.
وتتمتع إسبينوزا، بأكثر من 20 عامًا من الخبرة في المفاوضات الدولية، والسلام والأمن والدفاع ونزع السلاح وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والتنمية المستدامة، البيئة والتنوع البيولوجي وتغير المناخ والتعاون متعدد الأطراف، وذكر موقع منظمة "الأمم المتحدة" على الإنترنت: عملت كوزيرة لخارجية الإكوادور مرتين، ووزيرة الدفاع الوطني، ووزيرة تنسيق التراث الطبيعي والثقافي.
وكتبت رئيسة الجمعية العامة، أكثر من 30 مقالة أكاديمية حول منطقة الأمازون والثقافة والتراث والتنمية المستدامة وتغير المناخ والملكية الفكرية والسياسة الخارجية والتكامل الإقليمي والدفاع والأمن، وإسبينوزا حاصلة على درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية والدراسات الأمازونية ودبلوم الدراسات العليا في علم الإنسان والعلوم السياسية من كلية العلوم الاجتماعية في الإكوادور، بالإضافة إلى درجة البكالوريوس في اللغويات التطبيقية من جامعة "Pontificia Universidad Católica del Ecuador".
وذكر موقع منظمة "الأمم المتحدة" على الإنترنت، إن إسبينوزا، باشرت مهامها رسميا في سبتمبر الماضي، وتعهدت بتكريس انتخابها لكل النساء في العالم اللواتي يشاركن في السياسة. وقالت إسبينوزا في وقت سابق: "أود أن أهدي هذه الانتخابات وهذا الانتصار إلى جميع النساء، وبالأخص إلى النساء العاملات في مجال السياسة في كل دول العالم"، مضيفة: "التزامي سيكون الالتقاء بالنساء والفتيات، وخاصة أولئك اللواتي يتعرضن لهجمات سياسية كل يوم، خاصة التمييز على أساس نوع الجنس". وأوضحت المسؤولة الأممية: "إهدائي يذهب أيضا إلى للنساء والفتيات ضحايا العنف حول العالم وأعتقد أن تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء هما من المهام الأساسية للمجتمع الدولي والأمم المتحدة". وقالت إسبينوزا: "سيرتكز كل عملي على اعتبار أن المستفيدين الرئيسيين من التزاماتنا وقراراتنا هي شعوبنا. ونحن نعمل لأجلهم".
فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش:"هي أول امرأة إكوادورية تمثّل بلادها في الأمم المتحدة في نيويورك وفي جنيف، فإن معرفتها المباشرة بقضايا مثل النساء أو السكان الأصليين أو تغير المناخ سيعمل على دفع المنظمة إلى الأمام في هذه المسائل"، معربا عن قناعته بأن انتخابها سيعزز التكافؤ بين الجنسين.وأوضح موقع منظمة "الأمم المتحدة"، أنه من أولويات رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة: تنشيط المنظمة: وذلك عن طريق تعزيز جدول أعمال تنشيط الجمعية العامة وتقريبها من الناس، وذلك عن طريق تسليط الضوء علي مستقبل العمل من خلال الاحتفاء بالجهود الرامية إلى توفير فرص عمل لائقة وذات مغزى للشباب والنساء والعاطلين. ومن الأولويات أيضا تسليط الضوء علي التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقه في الحصول علي العمل والرعاية الصحية لتعميق الالتزام السياسي والاجتماعي.
ومن أولويات إسبينوزا، "العمل البيئي"، وذلك عن طريق تعزيز تنفيذ "اتفاق باريس" وتسليط الضوء علي مخاطر الاستخدام المفرط للبلاستيك على الصحة والغذاء، وأشار موقع المنظمة كذلك إلى أن من أولويات رئيسة الجمعية العامة، "المهاجرون واللاجئون"، وذلك بتعزيز اتفاقات الأمم المتحدة التاريخية مثل الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية والاتفاق العالمي بشأن اللاجئين، مضيفا أن "المساواة بين الجنسين"، من أولويات، رئيسة الجمعية العامة وذلك عن طريق تقديم أولوية التزامنا تجاه النساء والفتيات من ضحايا العنف والالتزام نحو الفتيات والمراهقات اللاتي يردن الحصول علي تعليم جيد.
وألماجرو "المحامي"، الذي ولد في 1 يونيو 1963، تولى عدة مناصب دبلوماسية وكذلك عدة وظائف في حكومة أوروجواي، حيث شغل منصب وزير الخارجية في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية في الفترة من 2010 إلى 2015، في حكومة الرئيس السابق خوسيه موخيكا، وقبل ذلك شغل منصب سفير أوروجواي في الصين.
وعلى الموقع الرسمي لمنظمة الدول الأمريكية المعروفة اختصارا باسم "oas"، يقول "ألماجرو": "ستجدون في داخلي مقاتلا لا يكل عن وحدة الأمريكيتين"، مضيفا أنه مهتم بالبحث عن حلول عملية للمشاكل التي تعاني منها المنطقة. وللأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة"، عدة تصريحات أثارت جدلا مثل قوله "أطالب المجتمع الدولي بخنق الديكتاتورية التي استقرت في نيكاراجوا.. فيما يتعلق بتدخّل عسكري يهدف إلى إسقاط نظام نيكولاس مادورو، أعتقد أننا ينبغي ألّا نستبعد أيّ خيار"، كانت هذه إحدى عبارات ألماجرو، بمناسبة القمة الـ15 الأمريكية اللاتينية للتسويق السياسي والحكم في "ميامي" بالولايات المتحدة، بينما الثانية في مؤتمر صحفي في مدينة "كوكوتا" الكولومبية، القريبة من الحدود مع فنزويلا. وأثارت التصريحات السابقة استياء ورفض من جانب حكومة الرئيس دانيال أورتيجا، 72 عاما، في نيكاراجوا، والتي تعاني بلادها من أزمة سياسية ومطالبات باستقالة الرئيس أورتيجا "السانديني"، الذي تتهمه المعارضة بترسيخ نظاما دكتاتوريا يتسم بالفساد والمحسوبية، مع زوجته "روزاريو موريو" التي تشغل منصب نائب الرئيس، وكذلك أثارت تصريحات الأمين العام إدانة ورفض من جانب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، خليفة الرئيس هوجو تشافيز، والتي تعاني بلاده من أزمة خانقة.
وكان ألماجرو، هاجم في جلسة سابقة للمجلس الدائم لمنظمة الدول الأمريكية، حكومة أورتيجا، لأنها تقوم بقمع المتظاهرين، على حد تعبيره.وفي فنزويلا، أعلنت ديلسي رودريجيز، نائبة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في سبتمبر الماضي، أن بلادها ستدين أمام منظمة "الأمم المتحدة"، الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية بسبب قيامه بالتحريض على تدخل عسكري في فنزويلا وإضراره بالسلم في أمريكا اللاتينية والكاريبي.وأشارت المسؤولة الفنزويلية إلى أن "ألماجرو ينوي إحياء التدخلات العسكرية الإمبريالية في منطقتنا التي يبدو استقرارها مهددا بشكل خطير، بالتحركات الجنونية لمن يستغل بشكل مشين الأمانة العامة لمنظمة الدول الأمريكية".