إذا غابت «المرافق».. «اسرح بالبضاعة على مزاجك»
معركة البلدية مع الباعة.. عرض مستمر
مشاهد من الكر والفر، صوت ينادى «اجرى يا واد.. البلدية جاية».. سيناريو متكرر على الأرصفة بشكل شبه يومى، بين موظفى الأحياء وشرطة المرافق، والباعة الجائلين، فدائماً ما تتردد أنباء عن بدء حملة تنظيف بالشوارع والميادين، فتشن وزارة الداخلية حملات لتنظيف الشوارع ورفع إشغالات الباعة، لاستعادة هيبة الدولة، والمظهر الجمالى للشارع، بينما يشكو الطرف الآخر من مرارة الملاحقة وقطع الرزق، ولسان حاله يقول: «إحنا مش بناخد حق حد.. هنأكل ولادنا منين؟»، وآخر حالات الكر والفر مع البائعين، شهدتها عملية إخلاء مناطق العتبة والموسكى ووسط القاهرة.
من جانبه، يشير اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة، إلى وجود قانون واضح وصريح يحاسب البائع المتجول، ويعطيه حقه فى ممارسة عمله، وهو قانون إشغال الطريق رقم 140 سنة 1956، وتسرى أحكام القانون على الميادين والطرق العامة باختلاف أنواعها، ومن أبرز بنوده، أنه لا يجوز بغير ترخيص من السلطة المختصة، إشغال الطريق العام فى اتجاه أفقى أو رأسى، مضيفاً: «عملت ضابط شرطة فى إدارة المرافق لـ7 سنوات تقريباً، ومن بنود القانون ألا يضع البائع بضائع ومهمات وفاترينات ومقاعد ومناضد وصناديق وأكشاك وتخاشيب، تتسبب فى توقف حركة السير». يتابع «عبدالحميد»: «البائع المتجول يحصل على ترخيص من السلطة المختصة، بعد أن تُبدى رأيها فى الطلب فى ميعاد لا يجاوز 15 يوماً من تاريخ تقديمه، وإلا اعتبر الطلب مرفوضاً، وتملك سلطة رفض الترخيص فى إشغال كل أو بعض المساحة المطلوب إشغالها، وفقاً لمقتضيات التنظيم أو الأمن العام أو الصحة أو حركة المرور أو الإدارة العامة أو جمال تنسيق المدينة، والترخيص شخصياً ينتهى بوفاة المرخص له، ويجدد سنوياً، ولا يجوز التنازل عنه إلا بموافقة السلطة المختصة بعد تقديم طلب من المتنازل إليه وسداد الرسوم».
خبير أمنى: هناك قانون ينظم البيع فى الشوارع والميادين.. لكن بشروط
وفى المقابل، يشكو الباعة الجائلون من حقوقهم الضائعة، والملاحقات من رجال الشرطة فى الشوارع، واصفين قانون تنظيم الباعة الجائلين بأنه «مشكلة فى حد ذاته»، حيث لم تطرأ أى تعديلات على القانون منذ ما يزيد على 50 عاماً، إلا فيما يتعلق بتغليظ الغرامات والعقوبات التى وصلت فى بعض المخالفات إلى الحبس.
يقول أحد الباعة، طلب عدم نشر صورته وذكر اسمه، لـ«الوطن»: «بشتغل فى بيع الفاكهة على عربة كارو، وفى مرة لقيت رجال الحى بياخدوا البضاعة، ويكسروا العربية وبعدها مشيوا، ومعرفتش أسترد البضاعة تانى، ودايماً بيكون فيه حالة كر وفر مع بتوع البلدية.. إحنا بيتقطع عيشنا ويتعمل ضدنا محاضر».