مصطفى «ساقط قيد».. والمهنة «مغنى شعبى بالمايوه»
مصطفى «مغنى شعبى» بالمايوه
دون أوراق رسمية تثبت وجوده على قيد الحياة، عاش «مصطفى. ع»، 17 سنة، فى القاهرة مع والدين قاسَى معهما أشد أنواع العذاب، قبل أن يختار الهروب إلى مدينة الإسكندرية بحثاً عن «لقمة عيش» بعيداً عنهما، فلم يجد أمامه سوى العمل فى تأجير الدراجات على الكورنيش، خاصة أنه لم ينل أى قسط من التعليم، وفى أوقات الراحة يقف بالمايوه ليؤدى أغانى شعبية للمصطافين.
يهرب من قسوة والديه لـ"بير مسعود"
فى منطقة بئر مسعود، شرق الإسكندرية، جلس مصطفى أمام عدد من الدراجات و«البيتش باجى» التى يؤجرها لرواد البئر، ممن يدفعون أموالاً له مقابل سماع «مغنى المايوه»، حسبما يطلقون عليه.. يقول «مصطفى»: «فى كل صيف أتوجه إلى الإسكندرية لأعمل فى تأجير الدراجات والبيتش باجى للزوار، حيث أنام بجوار بير مسعود، وأوفر معظم ما أتقاضاه من أموال».
وعن أغانيه يقول: «فى أوقات الراحة أغنى أغانى شعبية، فالناس تقول لى إن صوتى حلو، وبعضهم يتجمع حولى ويدفع لى أموالاً بعد انتهائى من الغناء»، أما المشكلة الأكبر التى يعانى منها مصطفى، حسبما يقول، فهى عدم استخرج والديه شهادة ميلاد له، بسبب مشاجرة بينهما، ما يعنى أنه غير موجود على قيد الحياة من الأساس فى دفاتر الحكومة.
وأضاف «مصطفى» أن والده يعمل فى مجال «الرخام»، وهو يرفض الإنفاق عليه، ما دفعه للهروب إلى الإسكندرية، أملاً فى تكوين مبلغ مالى يعينه على الحياة مستقلاً عنهم، فيما يفسر ارتداءه المايوه أثناء الغناء بجوار البئر قائلاً «أحياناً أقفز فى البير لأجمع ما يلقيه فيه الزوار من قطع فضية، ما يجبرنى على ارتداء المايوه، وفور خروجى أبدأ فى الغناء، كما أحرص على الغناء داخل البير، لأنه يرفع درجة الصوت، ويمنحه صدى يجعل غنائى أفضل».
كل ما يحلم به «مصطفى» أن ينهى والديه أوراق تسنينه لاستخراج شهادة ميلاد له، بما يسمح له باحتراف الغناء مثل المغنين المفضلين لديه، حمو بيكا، وعلى فاروق، ورضا البحراوى، مشيراً إلى أنه بدأ طريق الغناء فى أفراح الجيران، وستكون الخطوة التالية هى تسجيل أغانيه، ويحاول ادخار 6 آلاف جنيه لهذا الغرض.