بعد مرور أكثر من قرن ونصف على تأسيسه، شهد خلالها عدة تغييرات في نظامه الذي بدأ بإرسال الخطابات والطرود، ثم تطور لإدخال التعاملات المالية، ليتنقل من الأسلوب اليدوي إلى لإلكتروني مؤخرا، ليكون البريد المصري على موعد مع نقلة نوعية جديدة به.
وتعتبر هيئة البريد، من أقدم المؤسسات بمصر، حيث يرجع تأسيسها إلى عام 1865، والتي حرص الملايين من المصريين على استخدام خدماتها سواء لإرسال الخطابات أو لإجراء التعاملات المالية من خلال تدشين حسابات به للتوفير أو غيرها من الأغراض، بينما تعمل الحكومة على تطويره يوما بعد يوم.
إلغاء الدفاتر اليدوية، وتحويلها إلى بطاقات خصم مباشر فوري، هي الخطوة المقبلة للهيئة، حيث أعلنها عصام الصغير، رئيس الهيئة العامة للبريد، بقوله إن هناك 24 مليون مصري لديهم حساب توفير في مكاتب البريد، أي يُعني ثُلث الشعب المصري، مشيرا إلى أنه سيجري تنفيذ تلك الخطوة.
وأضاف "الصغير"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كل يوم"، الذي يُعرض على شاشة "ON E"، مع الإعلامي وائل الإبراشي، أن 90% من الخدمات الحكومية يتم تقديمها في مكتب البريد مثل استخراج شهادة المخالفات للمرور، وكذلك شهادات الميلاد، ودفع فواتير المياه والغاز، وشحن عدادات الكهرباء، موضحا أنه تم ميكنة أغلب فروع البريد.
تحويل الدفاتر إلى الخصم المباشر، تعتبر خطوة واعدة وجيدة للغاية بالنسبة لـ"فيروز النمكي" الموظفة بإحدى الهيئات الحكومية، والتي كانت تعاني من الانتظار لساعات طويلة من أجل إجراء تعامل مالي بسيط بالهيئة.
وأشادت "النمكي"، لـ"الوطن"، بالتطورات الأخيرة التي تشهدها الهيئة سواء بالنظام الإلكتروني بدل اليدوي، أو تطوير الخدمة بين الموظفين، فضلا عن تحسين أوضاع بالمكاتب وتزويدها بمكييفات وشخص مختص لأسئلة المواطنين.
"ياه بجد.. كنا مستنين الخطوة دي من زمان، الدنيا كلها بقيت كده ما عدا البريد".. بهذه الكلمات عبَّرت "آية فاروق" إحدى المواطنات المتعاملات مع البريد، عن سعادتها بإعلان الهيئة ذلك الأمر، موضحة أنها كانت تتعرض في بعض الأحيان لأزمات متعددة بسببه: "يعني أحيانا لازم آخد إذن من الشغل أو أفضل قاعدة بالساعات جوه مكتب البريد وكده".
تجد الشابة العشرينية تلك الخطوة جيدة للغاية، ولكنها تحتاج إلى عدة إجراءات أيضا، منها توفير أماكن لأجهزة السحب بمناطق مختلفة في البلاد حتى يتمكن المواطنون من استخدامها، فضلا عن وجود خدمة عملاء لمددة 24 ساعة للرد على الأسئلة بخصوص ذلك.
بينما يرى "أيمن طارق"، مواطن، أنها خطوة تأخرت للغاية رغم صعوبتها بالنسبة له، قائلا: "يعني من يوم لما اتولدت من حوالي 60 سنة، وأهلي عاملين لي دفتر توفير في البريد، عاصرت معاه كل حاجة، فصعب عليا أستغنى عن الدفتر دلوقتي".
ورغم اعتياده على الدفتر لعدة عقود، إلا أنه متحمس لتلك الخطوة المتبعة في جميع البنوك، ويتبعها أيضا بعض العملاء بالبريد، ومن بينهم أبنائه الذين حرص بدوره أيضا على تخصيص دفاتر لهم منذ ولادتهم.
تعليقات الفيسبوك