الارتباط مؤجل حتى إشعار آخر: اللى اتجوزوا خدوا إيه؟
أحمد الليثى
امتلكوا الجرأة للوقوف فى وجه العادات والتقاليد المجتمعية والنطق بـ«لا»، بداخلهم قدر كبير من الشجاعة الكافية لرفض وتأجيل خطوة الزواج التى تحلم كل أسرة بأن يحققها أبناؤهم ليسعدوا بهم، فعش الزوجية بالنسبة لهم هو القفص الذى يقيد حريتهم ويمنعهم من تحقيق أحلامهم، شباب قرروا تأجيل الزواج لأسباب مختلفة جعلتهم يفضلون العزوبية عن تكوين بيت وأسرة.
خوف سارة عبدالقادر، 29 عاماً، من الفشل هو السبب الذى يجعلها ترفض التفكير فى الموضوع، أو خوض تجربة تكون نهايتها الفشل: «خايفة جداً إنى أفشل، أنا دايماً بفكر إن الشخص اللى هرتبط بيه ده هو اللى المفروض أكمل معاه باقى حياتى، القرار بالنسبة لى صعب جداً».
شجاعة «سارة» فى الرفض كانت نابعة من الحرية التى تمنحها لها أسرتها فى اتخاذ قرارها: «معنديش ضغوط فى البيــت، آه والدتى عــاوزة تفرح بيّا وتكون جدة، لكن فى نفس الوقــت محدش بيغصبنى على أى قرار، وده مريحنى جداً، وباشكر أهلى عليه إنهم مديينى مساحة، لأن فيه كتير من الأسر بتحرم أولادها منه وبيحرموهم من التمتع باتخاذ القرارات».
"سارة": خايفة أفشل.. و"أحمد": أفضّل تحقيق مشروع خاص أولاً
تروى «سارة» أن رفضها فكرة الزواج أمر مؤقت: «مش رافضة فكرة الزواج بشكل قاطع بس مش هتجوز لمجرد الجواز وأى حد وخلاص، لازم شخص أكون دارساه كويس جداً ويكون مناسب ليّا جداً، ويقدر إنى شخصية ليها مساحة حياتية مقدرش أستغنى عنها ولازم أحافظ عليها، لأنى بدونها مش هقدر أعيش مبسوطة».
تقوم «سارة» بعمل دراسات عليا وتعتبرها رقم واحد فى ترتيب أولوياتها: «ما ينفعش أبداً إنى أتنازل عن أحلامى، لازم الشخص اللى هوافق عليه يكون متوافق معايا مادياً وطبقياً وفكرياً، عشان العلاقة ماتفشلش، أنا عندى اتساق فكرى إن ربنا بيخلق شخص مش بيخلف وشخص بيخلف، شخص بيتجوز وشخص مش بيتجوز ورافض الفكرة، مش أساسية فى حياته، احنا بس اللى مجتمعنا غريب».
«الجواز بالنسبة لى الخطة رقم 2»، كلمات أحمد الليثى، 32 سنة، بنبرة يملؤها الثبات، حيث كون قناعاته بعد تفكير عميق فى أهدافه فى الحياة: «الجواز بالنسبة لى مش أساسى، آه شىء مهم جداً ولطيف إن الواحد يكون عنده أسرة وشخص بيشاركه فى كل حاجة، لكن أنا فى حالتى عندى أهداف عاوز أحققها هى اللى ليها الأولوية فى حياتى عن الجواز وأهم منه»، منذ عام 2011.
يشارك «أحمد» فى مبادرات خاصة بتنشيط السياحة، استوحى من خلالها فكرة أن يمتلك المشروع الخاص به: «سافرت كتير وعرفت ثقافات مختلفة، وكتير نصحونى إنى لو اتجوزت مش هقدر أحقق المشروع الخاص اللى باحلم بيه»، وبحسب «أحمد» فإن معظم أصدقائه الذين لهم تجربة فى الزواج أثنوا على قراره بتأجيل الزواج: «بيدخلوا فى دوامة الجواز والطلبات ومش بيقدروا يحققوا ذواتهم، ويعملوا لنفسهم كيان مادى وأدبى، أنا بالنسبة لى تحقيق مشروع خاص بيّا أهم من الجواز، أنا مش عاوز أفضل محلك سر».