قوات الجيش والمتمردين يقتسمون السيطرة على عاصمة ولاية نفطية بجنوب السودان
أصبحت "ملكال" عاصمة ولاية "أعالي النيل" المنتجة للنفط في جنوب السودان مقسمة بين الجيش والمتمردين أمس، بعد أسوأ قتال منذ وقف إطلاق النار في يناير تسبب في ارتفاع أسعار النفط العالمية.
وقالت حكومة "جوبا" إنها ما زالت ملتزمة بمحادثات السلام لكنها اضطرت للرد بعدما هاجم متمردون متحالفون مع ريك مشار النائب السابق للرئيس سلفا كير مدينة "ملكال"، التي تقع على أطراف حقول النفط في ولاية "أعالي النيل" الثلاثاء الماضي، وقال مسؤول في وزارة النفط إن إنتاج الخام تراجع إلى نحو 170 ألف برميل يوميا، حتى قبل هجوم المتمردين على "ملكال" أي بنحو الثلث، وأضاف المسؤول "لا علاقة للانخفاض بالقتال لكنه يرجع لأسباب فنية"، وقال "اضطررنا للاعتماد على نقل المعدات الفنية عن طريق النهر خلال الشهرين الماضيين ولا يمكن ضمان السلامة في هذا المجرى".
وعلى الرغم من هذا يثير الهجوم على "ملكال" المخاوف بشأن أمن آبار النفط الشمالية في جنوب السودان، وهي شريان حياة لجوبا وللسودان الذي يجني العملة الصعبة من رسوم استخدام خط أنابيب النفط المار بأراضيه، ويضغط المجتمع الدولي بشدة على حكومة جنوب السودان والمتمردين لوقف القتال وبدء الجولة الثانية المؤجلة من المحادثات، غير أن دبلوماسيين غربيين يشككون في التزام أي من الطرفين بإنهاء الصراع مع تبادل الجانبين للاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.
وقال مايكل ماكوي وزير الإعلام في جنوب السودان "ملكال ليست هادئة تماما بعد... توجد جيوب مقاومة داخل البلدة إنها مقسمة بين الجانبين"، وكان "ماكوي" يتحدث في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حيث تحاول دول شرق إفريقيا الوساطة لعقد جولة ثانية من المفاوضات بين الحكومة والمتمردين، وقال المسؤول بوزارة النفط إن إنتاج النفط وصل إلى 167367 برميلا، ويحذر مراقبون لصناعة النفط من انخفاض هذه المعدلات أكثر إذا امتد القتال إلى حقول أعالي النيل.
وقال "ماكوي" إن الحكومة ما زالت تسعى إلى حل سلمي للأزمة، وأضاف "أننا هنا لنواصل المحادثات رغم الانتهاكات الفظيعة في نهاية الأمر، عندما نتعرض لهجوم لن نقف مكتوفي الأيدي ونقول إننا ملتزمون بوقف أعمال القتال"، ويقول دبلوماسيون إن أعمال العنف الأخيرة أثارت شكوكا بشأن جولة ثانية مقررة من محادثات السلام التي تأجلت بالفعل بسبب مطالبة المتمردين بالإفراج عن أربعة سجناء سياسيين تحتجزهم جوبا، وانسحاب القوات الأوغندية من البلاد.