لا يعلم الكثيرون أن النجوم الكبار والذين يتم اعتبارهم أيقونة الغناء في الوطن العربي، أمثال الهضبة عمرو دياب، وأنغام ولطيفة، تعرضوا لهجوم كاسح لأنهم "مش عاجبين" الجيل القديم، الذي يعتقد أن هؤلاء الفنانين الذين يعتمدون على تقديم الأغنية الشبابية بأسلوب لا يناسب الذوق العام كما يصفونه.
"التريقة على الأغنية الشبابية"
وفي فيديو منتشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" للفنان الراحل نجاح الموجي خلال مسرحية "الواد ده كويتي" والتي تم عرضها عام 1992 م، وقدم خلالها الموجي وصلة سخرية امتدت لأكثر من 5 دقائق.
بدأ المقطع من السخرية من "الأغنية الشبابية" باعتبارها تقليعة وموضة جديدة، وهل يجب ألا يستمع إليها كبار السن، ثم أتبعها بسخرية من أغانٍ لا تزال مرتبطة بجيل التسعينيات مثل "يلا بينا يلا" لمحمد فؤاد وعلق على أداء الفنان بأنه "لا يقف مثل الرجالة".
وسخر خلال المقطع من الفنانة سيمون فأطلق عليها "سيفون"، وكان للفنان عمرو دياب النصيب الأكبر من السخرية، فأطلق عليه "عمرو ذهاب" بسبب طريقة حركته على المسرح وسخر من أغنيته "من كام سنة وأنا بقال بقال".
كما سخر من الفنانة أنغام بداية من شكل أسنانها، واسمها وحتى أغنيتها "لاليلي لالي" معلقًا "إحنا بنلاعب قرود يا أختي".
الهضبة ينفعل على مفيد فوزى
تعرض الهضبة لهجوم عنيف في بدايته من نجوم إعلام وعلى رأسهم الإعلامي مفيد فوزي، الذي حاول استفزاز "دياب" خلال الحلقة فسأله كم استغرقت لشراء سيارة بعد دخول الفن؟ وكيف استطعت تحمل تكلفتها؟ ثم بدأ يقارن بين رحلة العندليب عبد الحليم حافظ وعمرو دياب، فما كان من الأخير إلا أن قال "ربنا يعينا على اللى إنتم بتعملوه فينا".
وبعد مرور أكثر من ربع قرن أثبت خلالها هؤلاء النجوم قدراتهم الفنية وإبداعاتهم، لماذا تطارد "الأغنية الشبابية" السمعة السيئة وأنها مخالفة لتقاليد والذوق العام.
البداية من سيد رويش
أجاب على هذا التساؤل الناقد السينمائي طارق الشناوي في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، قائلا إن انتقاد الأغنية لم يكن لفناني الجيل الحالي فقط، بل بدأت مع عمالقة ورموز الفن المصري من سيد درويش الذي توفي عام 1923، لم يكن ينظر له كفنان عملاق مثلما نعتقد الآن، لأن أفراد جيله كانوا يرون أنه يحطم قواعد موسيقية يجب أن يحافظ عليها.
وحتى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، كانوا يرون أنه كسر قواعد في الغناء، وكذلك العندليب عبدالحليم حافظ، حيث اتهم بأنه يكسر "تابوهات" الفن المصري بأغنيه مثل "صافيني مرة"، لأن أي حد جديد لازم يقابل بهجوم.
وكان عدوية أكثر المطربين الذين تم هجوم عليهم فى التاريخ بسبب أغانيه، والآن ينظر إليه على أنه أيقونة الغناء الشعبي، مؤكدًا أن الجديد دائما يهاجم لأنه يقدم أفكارا غير المتداولة.
3 مراحل يمر بها الفنان
وأوضح أن الفنان يمر بـ3 مراحل في حياته الفنية تبدأ بالهجوم الشديد، يعقبها مرحلة الانقسام بين مؤيد ومعارض ثم شبه إجماع على موهبة الفرد.
المسرح له مساحة للسخرية
وأضاف "الشناوي" أن المسرح أعطى مساحة أكبر من السينما أو الأفلام للسخرية من الأغنية الشبابية، وأثار هذا موجة غضب كبيرة بين الفنانين، خاصة المبتدئين منهم – وقتها - فقامت الفنانة أنغام برفع قضية على الفنان نجاح الموجي عندما سخر منها ولقبها باسم "ألغام".
لماذا يرفض الجيل القديم ما يقدمه الجديد؟
وأكد النقاد الفني إن كل جيل يرى أنه يقدم النموذج الأمثل والأفضل في الفن، ويرفض التجديد أو ما هو مختلف، ومع الأسف فإن هذه النظرة خاطئة لكنها موجودة.
تعليقات الفيسبوك