ممثلاً للقطاع المصرفى الأفريقى فى إطلاق استراتيجية الاقتصاد الرقمى بالقارة: «التجارى الدولى» يشارك بإعداد تقرير دولى عن الخدمات الإلكترونية
جانب من فعاليات «European Development Days»
شارك هشام عزالعرب، رئيس مجلس إدارة البنك التجارى الدولى- مصر ورئيس اتحاد بنوك مصر فى فعاليات «European Development Days» الذى تنظمه المفوضية الأوروبية بشكل سنوى.
شارك فى الحدث مجموعة من أبرز الشخصيات الدولية وعلى رأسهم ملكة بلجيكا، ورئيس الاتحاد الأوروبى، ورئيسا رواندا والسنغال، ورئيس البرلمان الأوروبى.
وركزت فعاليات المؤتمر على قارة أفريقيا والتعاون الأوروبى، حيث كان من بين الحضور ممثلون رفيعو المستوى من القطاعين العام والخاص من القارتين.
ومثّل البنك التجارى الدولى- مصر جزءاً من إطلاق استراتيجية الاقتصاد الرقمى، التى أعدها الاتحاد الأفريقى، والاتحاد الأوروبى.
وتحدث «عزالعرب»، خلال مشاركته فى المؤتمر، عن بعض التوصيات الرئيسية لقطاع ريادة الأعمال الرقمية والخدمات الإلكترونية، وضرورة تعزيز البيئة التشريعية لتتواءم مع التكنولوجيا الرقمية فى جميع أنحاء القارة الأفريقية، وإمكانية الربط بين الأسواق الرقمية.
هشام عزالعرب يطرح رؤية متكاملة للنهوض بريادة الأعمال والتكنولوجيا المالية فى أفريقيا.. و"نقص التمويل" التحدى الأكبر
وأشار إلى ضرورة العمل على تهيئة المناخ وتحقيق مرونة أكبر فى السياسات، والأطر التنظيمية والإدارية لتحقيق مناخ ملائم لعمل ريادة الأعمال، بالإضافة إلى تمكين بناء القدرات، والتى تشمل الحوار بين القطاعين العام والخاص، لدعم الحكومات الوطنية، المختصة بوضع استراتيجيات وقوانين لعمل المؤسسات الناشئة، مشيداً بقانون تطوير المؤسسات الناشئة بتونس.
وأضاف «عزالعرب»: «نحتاج إلى تيسير أوجه الدمج المالى للبلدان الأفريقية والوصول إلى التمويل بالنسبة لجميع المؤسسات المالية الرقمية بمختلف أحجامها وتحديداً للشرائح غير المستغلة وغير المقيدة بالقطاع المصرفى، وتمكين الوصول إلى التمويل عبر جميع النظم المحلية، مثل مراكز الابتكار ومؤسسات التمويل متناهى الصغر وشبكات رعاة الأعمال على مستوى الدولة والبنوك، لمساعدة رواد الأعمال المحليين».
وشدد على ضرورة دعم مقدمى الخدمات المالية من شركات التكنولوجيا المالية والتعاونيات المالية، وتطوير الحوافز الضريبية، للوصول إلى بيئة رقمية ومالية شاملة، بالإضافة إلى تحسين برامج مكتب الائتمان فى أفريقيا وربطها بمنصات الإقراض.
"عز العرب": التجارة الإلكترونية "الطريق الأسرع" لتحقيق النمو فى أفريقيا.. وتيسير أوجه الدمج المالى لبلدان القارة ضرورى
وحول العقبات التى تواجه رواد الأعمال، قال «عزالعرب»: «وجدنا -كمجموعة- أن إحدى العقبات الرئيسية أمام رواد الأعمال الرقميين فى أفريقيا هى أنهم غالباً ما يفتقرون إلى إمكانية الوصول للتمويل اللازم لإعداد وتنمية أنشطتهم».
وشدد على أن الخدمات الإلكترونية هى عصب الاقتصاد الرقمى، وقد أضفَت تغييراً على طرق العمل وتوفير الخدمات، إلا أنها تحتاج إلى منصات لتوسيع نطاقها وتبنيها، لتحقيق الفائدة العامة.
وأشار «عزالعرب» إلى أن هناك 3 عناصر أساسية للخدمات الإلكترونية، تتمثل فى «خدمات الحوكمة الإلكترونية، والتجارة الإلكترونية، والخدمات المالية الرقمية».
وأوضح أن الحوكمة الإلكترونية تسهم فى توفير خدمات ذات جودة أفضل للمواطنين والشركات وتيسير الوصول إلى التمويل اللازم والمالى، فضلاً عن تحسين الشفافية والثقة، مشيراً إلى أن تكامل الخدمات الإلكترونية العامة الإقليمية والقارية من خلال المعايير الدولية أمر أساسى.
وقدم «عزالعرب» العديد من التوصيات التى تتضمن تنفيذ هوية رقمية وتوقيع إلكترونى للمستخدم على أن تكون ملزمة قانوناً وذلك بالشراكة مع الاتحاد الأوروبى، للتعرف على المعايير الأوروبية لخدمات تحديد الهوية والتوثيق الإلكترونية eIDAS.
وأضاف: «نحتاج إلى إنشاء ورقمنة السجلات الحكومية القائمة وسجلات السكان والأعمال الإلكترونية واستخدام الأراضى، واعتماد مبادئ الخصوصية وحماية البيانات وأمنها أثناء تطوير الخدمات الإلكترونية، من خلال استخدام لائحة حماية البيانات العامة للاتحاد الأوروبى كنموذج».
وفيما يخص التجارة الإلكترونية قال «عزالعرب» إن فرص تحقيق النمو فى الاقتصاد الأفريقى، تعتمد بشكل أساسى على التجارة الرقمية لكونها تسمح بوجود أسواق أكثر تنافسية، واستثمارات جديدة، وخلق فرص عمل.
وشملت الإجراءات، وضع استراتيجية شاملة للتجارة الإلكترونية وسياسات الحوكمة الأفريقية لتعكسها. ونوه بأن تنفيذ هذه الاستراتيجية للبلدان الأفريقية، يتطلب تفعيل إطار تنظيمى للتجارة الإلكترونية يشمل القواعد المشتركة للهوية الرقمية وحماية المستهلك، ودمج التجارة الإلكترونية فى منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية كمرحلة متقدمة.
وفيما يخص الخدمات المالية الرقمية (DFS) قال «عزالعرب»: «هى الأساس الذى يقوم عليه الاقتصاد الرقمى»، مشيراً إلى أن عدم وجود أنظمة قابلة للتشغيل البينى والأسواق والخدمات المتفرقة يؤدى إلى معدلات متدنية للنفاذ إلى السوق، وهو ما يسهم بدوره فى تراجع مستوى الشمول المالى الرقمى».
وذكر أن هناك توصيات بتطوير بيئة تنظيمية داعمة، من خلال الحوار بين القطاعين العام والخاص الذى يسمح بالربط والاستفادة من حلول التكنولوجيا المالية والخدمات المصرفية التقليدية، من أجل تطويع التحويلات والمدخرات وسياسات التأمين والمدفوعات وحلول الائتمان للاعتماد والدمج المالى.
وتتضمن التوصيات أيضاً اتخاذ القرارات القائمة على البيانات، سواء بالنسبة للخدمات المالية أو وضع إطار للسياسات والتشريعات المستقبلية.
وأضاف: «على سبيل المثال، فإنه على مدار السنوات الخمس الماضية كان CIB يتحول إلى بنك قائم على البيانات، حيث أنشأنا واحداًَ من مختبرات البيانات الأولى فى القارة، فى محاولة لبناء قدراتنا التقنية على الاستفادة الكاملة من البيانات لاستراتيجياتنا التطلعية»، مشيراً إلى أن CIB هو مثال على كيفية قيام بنك قطاع خاص فى أفريقيا بالمساعدة فى بناء نظام رقمى فى بلده». وشدد على أهمية تحفيز إنشاء مناطق دفع أفريقية واحدة لتعزيز التجارة والتحويلات عبر الحدود، والاستفادة من التجارة كعامل يحفز على الرقمنة. وأوضح أنه لكى تصبح هذه حقيقة واقعة، ستحتاج أفريقيا إلى كفالة مشاريع وطنية وإقليمية قابلة للتشغيل البينى لكل من النقود الإلكترونية وحلول الخدمات المالية الرقمية الأخرى.
وحول الفجوة الرقمية قال «عزالعرب» إنه لا ينبغى التفكير فى التقنيات الجديدة كأدوات بسيطة، وإنما ككيانات تمارس القوة على المستخدمين، وسيكون لها تأثيرات مختلفة فى السياقات الاجتماعية المختلفة.
وأشار «عزالعرب» إلى ضرورة بناء القدرات الرقمية ودعم تطوير المحتوى والتطبيقات والخدمات التى تلبى احتياجات المرأة، وتمكين النساء فى قطاع التكنولوجيا، بما فى ذلك مناصب صنع القرار.
ولفت إلى تجربة البنك التجارى الدولى CIB لتمكين المرأة من خلال تقديم البنك بطاقة ائتمان مخصصة للسيدات منذ عام 2004، تسمى بطاقة «هى»، مضيفاً أنه تم إعادة إطلاق البطاقة فى عام 2017، وتطويرها لطرح تصاميم متعددة تضم نساء مصريات.