بعد تصعيد الأزمة في الخليج.. هل تشن أمريكا حربا سيبرانية ضد طهران؟
وزارة الدفاع الأمريكية - أرشيفية
أثار التصعيد الأخير الذي تشهده الأزمة الإيرانبة - الأمريكية، العديد من التساؤلات حول احتمالية نشوب حرب سيبرانية بين الطرفين في منطقة الخليج عوضا عن المواجهه العسكرية، بعد أن كشفت صحف أمريكية عن أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" شنت هجوما إلكترونيا ضد حواسيب إيرانية وأجهزة تحكم وإطلاق الصواريخ، الخميس، مشيرة إلى أن الهجوم الإلكتروني على الأجهزة الإيرانية جاء بموافقة الرئيس دونالد ترامب.
تأتي أنباء الاختراقات ومحاولات القرصنة الإلكترونية، وسط توترات متصاعدة بين واشنطن وطهران في الأسابيع الأخيرة، التي وصلت إلى ذروتها عندما أسقطت إيران طائرة أمريكية دون طيار قرب مضيق هرمز، وتراجع ترامب عن توجيه ضربات عسكرية انتقامية ضد مواقع إيرانية "في اللحظة الأخيرة" .
واعتبر الباحث في العلاقات الدولية مصطفى صلاح، التصريحات الإيرانية الخاصة باختراق طائرة أمريكية مجالها الجوي مؤشرا قويا للتصعيد من الجانب الإيراني للأزمة واعتزامها الوقوف أمام الضغوطات الأمريكية سواء على المستوى الاقتصادي أو العسكري، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى إحراج الإدارة الأمريكية على المستوى الداخلي والخارجي حول قدرتها على توجيه ضربات ضد إيران، خصوصا في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسة الأمريكية.
كان ترامب صرح بأن واشنطن ستفرض عقوبات إضافة على إيران، مشيرا إلى أن طهران لن تستطيع أن تحصل على أسلحة نووية، وكتب ترامب على تويتر، أمس: "في ظل الاتفاق النووي الفظيع الذي وقعه معهم الرئيس السابق باراك أوباما، كان الإيرانيون على طريقهم لامتلاك سلاح نووي خلال سنوات قليلة".
وأضاف: "أتطلع لليوم، الذي تصبح فيه إيران أمة منتجة، وكلما اقترب حدوث ذلك كلما كان ذلك أفضل".
وتابع: "توجهت الإدارة الأمريكية إلى نمط جديد في مواجهة إيران من خلال توجيه ضربات إلكتروني بصورة غير مباشرة لإيران للضغط عليها ولتفادي الخسائر الكبيرة التي قد تحدث نتيجة المواجهة العسكرية"، مشيرا إلى أن إيران تعمل خلال الفترة الأخيرة إلى تطوير أسلحتها وخلق أنظمة تكنولوجية حديثة قادرة على مواجهة أنظمة السلاح الأمريكي من خلال تقاربها مع روسيا والصين في وجه الولايات المتحدة الأمريكية التي شنت عليهم حرب تجارية.
وأكد: "إيران ستسلح نفسها لتواجه أمريكا إلكترونيا إن إضطرت لذلك خاصة أمريكا متطورة في هذا المجال".
وكان للولايات المتحدة وإيران تاريخ من الحروب السيرانية المتبادلة على مدار السنوات الماضية، ففي عام 2010 عطل فيروس تشغيل الآلاف من أجهزة الطرد المركزي في منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران، التي ألقت باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل، واتهمتهما بمحاولة تقويض برنامجها النووي من خلال عمليات سرية.
وفي الوقت نفسه، يعتقد أن قراصنة إيرانيين نفذوا هجمات سيبرانية على أهداف أمريكية في منطقة الخليج عام 2012، أسفرت عن فقدان الآلاف من أجهزة الكمبيوتر لبياناتها.