الشرقية: مستشفى أولاد صقر يتحول لمحرقة للنفايات السامة
«استهانة بالأرواح» عنوان يجسد حال مستشفى أولاد صقر المركزى على مدار سنوات عمله بالشرقية، بعد معاناة عاشها الأهالى بين أروقة المصالح الحكومية لإنهاء إجراءات بناء المستشفى ظناً منهم بأنه سيكون ملجأ للمرضى الغلابة، إلا أن فرحتهم باستكمال بناء المستشفى وتجهيزه، تحطمت على صخرة الواقع إثر تحوله لبؤرة لنشر الأمراض بدلاً من علاجها.
«أدخنة تتصاعد من محرقة النفايات، مياه الصرف الصحى ونفايات الغسيل الكلوى يتم صرفها على جانبى المستشفى فى الأراضى الزراعية وفى الترعة المقابلة، لا يوجد أطباء، الأدوية ناقصة».. تلك العبارات جاءت على لسان «ماهر السعيد» أحد أبناء المنطقة، والتى لخصت معاناة الأهالى داخل وخارج المستشفى، مسترسلاً فى وصف الوضع البائس: «الأفضل غلق المستشفى لأن ساعتها مش هتجيلنا الأمراض، المستشفيات بتتعمل عشان تعالج الناس، أما مستشفى أولاد صقر فاتعمل عشان ينقل الأمراض للأهالى، ولما بنروح عشان نتعالج مش بنلاقى غير الإهمال».
«السعيد» اصطحب «الوطن» فى جولة داخل المستشفى الذى خلا من الأطباء عقب الثانية ظهراً، علاوة على الصمت المريب فى باحة الاستقبال، لا وجود للموظفين باستثناء عدد محدود من الممرضين، يضعون على النصف الأسفل من وجوههم ما يشبه «الكمامة» لتحميهم من أذى الرائحة التى انتشرت بسبب بالوعات الصرف الصحى المكشوفة بكافة أرجاء المستشفى والنفايات الطبية الملقاة بجانب المحرقة.
ووصف السعيد إدارة المستشفى قائلاً: «قسم الاستقبال والطوارئ لا يستقبل أحداً، حيث يتم تحويل المرضى، خاصة الحالات التى تحتاج لإجراء عمليات جراحية، لمستشفى الزقازيق الجامعى أو الأحرار بمدينة الزقازيق والتى تبعد عن المستشفى مسافة 70 كيلومتراً، وفى حالة استقبال أى من المرضى تبدأ معاناة الانتظار بسبب عدم وجود الأطباء أو تعطل الأجهزة الطبية وعدم توافر الأدوية داخل المستشفى، مشيراً إلى أن الأطباء لا يوجدون بعد الثانية ظهراً، على الرغم من أن دفتر الحضور والانصراف مدون به أن عدد الأطباء فى النوبتجية الواحدة 8 أطباء إلا أنه لا يوجد سوى طبيب واحد ويجلس بالاستراحة بشكل دائم».
وتابع: «مفيش صرف صحى فى المستشفى، وعشان كدا بيتم التخلص من مياه الصرف ونفايات الغسيل الكلوى فى الترعة المواجهة للمستشفى، ودى اللى بيعتمد عليها الأهالى فى رى الأراضى الزراعية»، مؤكداً أن هذا أدى لانتشار مرض الفشل الكلوى والكبد وغيرها، كما أكد أن نسبة 10% من الأطفال يموتون بسبب الأدخنة المتصاعدة من محرقة النفايات بالمستشفى، مشيراً إلى أن ارتفاعها لا يتناسب مع ارتفاعات المنازل وأنه يتم تجميع نفايات عدد من مستشفيات أخرى للتخلص منها بالمحرقة.