بالفيديو| حامد طاهر: ثورة 25 يناير خلصتنا من حكم «الفاسدين» و30 يونيو أنهت حكم «الفاشلين».. وعلينا مخاطبة عقلاء الإخوان
يعرفه الأكاديميون والباحثون جيدا، فهو أستاذ جامعى له باع طويل فى التعليم، حصل على الدكتوراه فى الفلسفة الإسلامية من جامعة «السوربون» بفرنسا، وكان عميدا لكلية دار العلوم جامعة القاهرة ونائبا لرئيس الجامعة لمدة 8 سنوات، له عشرات المؤلفات والكتب فى مجال تخصصه، وفى التاريخ والأدب والعديد من المقالات والدواوين الشعرية، منها ديوان شعر كامل عن ثورة 25 يناير، كتب العديد من الأفكار الإصلاحية لأحوال مصر، جمعها فى مؤلفه «ماذا لو؟» من خبراته ورحلاته فى العديد من بلدان العالم، وكان هذا كله وراء قراره بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة منذ أكثر من شهرين، معلنا أنه أول مرشح مدنى للرئاسة، وحاملا برنامجا انتخابيا يتمنى أن تفهمه الجماهير بعقولها لا بعواطفها.
■ وماذا كان موقفك من ثورة 25 يناير وموجتها الثانية فى 30 يونيو؟
- وقفت مع الثورة المصرية فى 25 يناير بكل جوارحى، وطبعا لأنى أكتب الشعر، فكتبت عنها ديوانا كاملا، وبعدها جاءت ثورة 30 يونيو، والتى كان لا بد منها، فالأولى خلصتنا من حكم فاسد، والثانية خلصتنا من حكم فاشل، فتوقعنا من الإخوان أن يحسنوا العمل، ولكن فوجئنا بفعلهم، فتعصبوا لأنفسهم ولم يسمعوا رأيا آخر.
■ قلت إنك ستترشح لانتخابات الرئاسة القادمة.. فهل ترى إن كان ذلك فى صالحك فى سباق الرئاسة الذى دائما ما يعتمد على التربيطات وما شابه؟[FirstQuote]
- أنا ضد التربيطات السياسية، وضد صرف الأموال الطائلة للوصول إلى منصب معين، فمن يصل إلى هذا المنصب ينبغى أن يكون فى خدمة الشعب ليل نهار، ولكن دفع ملايين الدولارات والجنيهات لأكون فى هذا المنصب «حرام»، لسنا فى رفاهية الرئيس الأمريكى الذى يدفع فى حملته ملايين الدولارات ليصل للحكم، ومن خلالها يحكم العالم، بلدنا فى حاجة لموظفين، لم نعد فى حاجة إلى الزعيم، فكم من رؤساء جعلناهم زعماء وصفقنا لهم، واستمرت الأحوال السيئة كما هى، فأنا لدىَّ مجموعة أفكار عرضتها فى كتيب صغير «برنامجى الانتخابى»، ومن بين الأشياء التى تضمنها، أن رئيس الجمهورية يتوجه بخطاب أسبوعى إلى الشعب، يصارحه بكل ما حدث خلال أسبوع مضى، ويطلعه بما سيفعله الأسبوع القادم.
■ وهل ستكون قادرا على الخروج بخطاب أسبوعى للشعب؟ وماذا ستقول فيه؟
- هذه ليست معجزة، فالكلام سوف يكون من خلال تقارير الحكومة والوزارات، فكل وزير فى وزارته سيرسل تقريرا بما أنجزه خلال أسبوع وبما سوف ينجزه، وسنعرض الأمور المهمة من هذه التقارير على الشعب، لا نترك الحكومة سنة وسنتين ولا نسمع عنها شيئا، فى بعض الأحيان نجد وزيرا يجلس سنة كاملة فى وزارته دون أن يفعل شيئا.[SecondQuote]
■ وما خطتك لإدارة حملتك الانتخابية؟ وكيف ستتواصل مع الناخبين دون مقرات ولا مؤتمرات جماهيرية؟
- أتمنى من الإعلام المصرى الخاص والحكومى أن يعطى فرصا متساوية للمرشحين للظهور لعرض أفكارهم، وأتمنى الحصول على مساحة للحديث عبر التليفزيون، لأنه الوسيلة الفعالة للوصول لأكبر عدد من المصريين، ولو أن هناك مكانا ما دعانى لمؤتمر انتخابى ليسألنى المواطنون عن خططى وأفكارى «مش علشان أروح أخطب والناس تصفق لى».
■ وهل هذا كافٍ فى مواجهة الملايين التى تصرف فى الدعاية الانتخابية للمرشحين الآخرين؟
- هذا متروك للشعب المصرى، الذى ظل راقدا وقلنا عليه مات خلاص خلال العهود السابقة، فتحمل الظلم والقهر والجوع والفقر والمرض، حتى انتفض انتفاضة عظيمة فى 25 يناير.
■ هناك العديد من المشكلات تواجه الرئيس القادم.. أولها العنف والإرهاب المتزايد فى الشارع؟
- قضيت 14 سنة فى إدارة جامعة القاهرة، وهى صورة مصغرة من المجتمع المصرى، وكانت تحدث مظاهرات دائما من طلاب الإخوان، وعدد قليل من الاشتراكيين، وكنا نستطيع الجلوس معهم والسماع لمطالبهم حتى نصل لنقطة التفاهم، فالمسألة لا تحتاج للعنف الكامل مع تيارات مختلفة معك فى الرأى، فبعد ثورة 25 يناير ومع الأسف ونتيجة فترة للحكم لم تعجبنى، انقسم المجتمع لفصيلين، فصيل نسميه مدنيا وآخر «الإسلام السياسى»، وأتيحت الفرصة للأخير سنة كاملة، ولم يفعل شيئا ولم يتقبله الشارع المصرى، فالأمر مثل واحدة تزوجت شخصا وهى تكرهه ولم ترتح معه، فكان لا بد من الانفصال، وعلى الإخوان أن يفهموا ذلك، ونحتاج أن نبحث عن عقلاء الإخوان ونتحاور معهم، فهم ليسوا كلهم إرهابيين ومتشددين.
■ كيف ستتعامل مع المؤسسة العسكرية فى حال فوزك فى انتخابات رئاسة الجمهورية؟
- بداية.. أود أن أقول إن المشير عبدالفتاح السيسى رجل عظيم وما قام به عمل عظيم، فهو استجاب لرغبة الشارع المصرى فى تغيير الواقع الذى كان مفروضا عليه، وهناك شبه إجماع بأنه أنقذ مصر.
■ وكيف ستتعامل مع جهاز الشرطة فى ظل ظهور مطالبات كثيره بتطويره وأخرى بتطهيره؟[ThirdQuote]
- جهاز الشرطة يحتاج إلى تطوير وليس تطهيرا، فالتطهير الذى أعرفه هو تفعيل دور جهاز التفتيش الموجود بوزارة الداخلية، وأن يُعطى كافة الصلاحيات، فأى ضابط يرتكب خطأ يتم عقابه، أيضاً كما يحدث فى جهاز التفتيش القضائى، ولكن جهاز الشرطة يحتاج إلى بعض الأمور، لازم قوانينه تساير قوانين حقوق الإنسان فى العالم، وأرى أن من المواد الجيدة فى الدستور الجديد أن التعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم، فمن حق أى مواطن أن يلاحق أى ضابط قام بتعذيبه قضائيا حتى إذا تقاعد وخرج للمعاش.
■ فى برنامجك الانتخابى وضعت التعليم على رأس أولوياتك.. فماذا ستفعل لإصلاح منظومة التعليم؟
- التعليم فى مصر لا يحتاج إلى إصلاح، وإنما يحتاج إلى ثورة كاملة، ولا بد من إعادة بنائه من جديد، فنحن نفتقد «أ - ب» تعليم، فهناك أمور تقليدية فى التعليم ما زالت مستمرة، ولم يتطور التعليم فى مصر بنفس الصورة التى تطور بها فى العالم كله، وأول هذه الأشياء يكون ببناء جامعات جديدة على مساحات واسعة، فلدينا 21 جامعة حكومية، ونحتاج إلى أن يكون فى كل محافظة جامعة واثنتان وثلاث، وبالتالى لن نكون بحاجة للمدن الجامعية التى يجند فيها الطلاب لأغراض سياسية.
■ وكيف ستتعامل مع ملف الأقباط والأحداث الطائفية التى تندلع فى مصر بين الوقت والآخر؟
- الفتنة الطائفية فى مصر مفتعلة من أيام الرئيس الراحل أنور السادات وأحداث الزاوية الحمراء، فأنا أسكن فى منزل يوجد به 11 أسرة قبطية، وأقسم بالله أنهم يحلون مشكلاتهم عندى، فما يحدث سببه التيارات الدينية المتشددة، الذين أطلقوا عليهم «نصارى وصليبيين».
■ وماذا ستفعل فى الملف الاقتصادى الشائك؟
- اقتصادنا منهار منذ زمن، حتى الأمور التى نتميز بها، كالسياحة ومع ذلك لا يأتى إلينا إلا عدد قليل جدا من السياح، رغم أننا لا نحتاج إلى دعاية سياحية، فالولد الصغير فى أوروبا يدرس التاريخ المصرى والحضارة الفرعونية، ويرى صور الأهرامات والمتاحف والمعابد ويتمنى رؤيتها، ومع ذلك لا نستغل ذلك، فدولة مثل إسبانيا بها 55 مليون سائح، مع أنها تعيش على تاريخ الدولة الإسلامية فى الأندلس والمعمار الإسلامى فقط، وأنا إذا قدر لى الحكم سأنشئ وزارة للتراث الحضارى.
أما ملف مثل دعم الطاقة «مليان لخبطة»، فهل يرضى أى إنسان أن يحصل المواطن البسيط على الطاقة بنفس أسعار أصحاب المصانع ورجال الأعمال؟ فلا بد من ترشيد أسعار الطاقة، ووضع خطة للدعم بشكل عادل، وأنا بمنتهى البساطة لن أدعم إلا أنبوبة البوتاجاز والغاز الطبيعى الذى يصل إلى المنازل، فلماذا ندعم الغنى والفقير، فالدعم لا بد أن يصل لمستحقيه.
■ منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن هناك 4500 مصنع مغلق.. فكيف ستتعامل مع تلك الأزمة؟
- أول شىء وضع وزارتى الصناعة والتجارة فى مكان واحد مصيبة، ولا بد من فصلهما، فمصر كانت فيها ملحمة صناعية عملها عزيز صدقى وجمال عبدالناصر فى حلوان، وكل يوم كانوا يبنون مصنعا جديدا، وللأسف كل هذه المصانع أغلقت حاليا، سنحاول إعادة ذلك من خلال وزارة متخصصة للصناعة، ووزير متخصص يضع خطة شاملة لإعادة تشغيل تلك المصانع، ولا بد من إعادة النظر بشكل كامل فى نظام الخصخصة.
■ ماذا عن سيناء؟
- أهل سيناء يعرفون كل مشاكلها، ويجب أن نعطيهم قدرا من الثقة، وسوف يجعلونها جنة الله فى الأرض، فلديهم بعض المشاكل فى تملك الأراضى والذى لا بد من تفعيله، مع مراعاة الأمن القومى، خاصة ما يتعلق بالمناطق الحدودية، وأنا طرحت ضمن خطتى إنشاء وزارتين لتنمية الصعيد وسيناء، وعمل موازنة خاصة بهما، وأيضاً لا بد من التعاون من وزارة الداخلية مع مشايخ القبائل، وحل مشكلات المحبوسين من أهالى سيناء.
■ وماذا عن النوبة وحلايب وشلاتين؟
- النوبة تحتاج إلى هيئة مستقلة لحل مشكلاتها تكون تابعة لرئاسة الجمهورية مباشرة، فأهل النوبة أناس طيبون، ولا بد من حل مشكلتهم وعودتهم لأراضيهم، فلماذا نحرمهم من حقهم فى العودة لأرضهم، لحساب المنتجعات الخاصة لرجال الأعمال، والتى تستغل استغلالا سيئا؟ أما حلايب وشلاتين فلا مشكلة فهى مصرية 100%، ولكن علينا أن نهتم بأهلها ولا نهمشهم، ونهتم بالتنمية هناك.
■ وكيف ستتعامل مع التحديات الخارجية التى تواجه مصر وعلى رأسها أزمة سد النهضة؟
- البداية لا بد من إقامة علاقات طيبة مع كل بلدان العالم، ونتعايش مع كل شعوب الأرض، لأن ازدهار مصر لن يكون إلا فى فترات السلام، ويجب أن نهتم بالعلاقات الطيبة مع البلدان الأفريقية والتعاون معها اقتصاديا، أما مشكلة سد النهضة فلن نستطيع أن نفعل شيئا فيها، فمصر عندما أقامت السد العالى لم يمنعها أحد، ولكن لا بد من ترشيد استخدام الماء، والحفاظ على مياه النيل ومواجهة التعديات له وتطبيق القانون بحزم، ونمنع فقدان المياه التى تصب فى البحار واستخدامها، والبحث عن حلول بديلة لحل أزمة المياه.
■ هل قرارك بالترشح لانتخابات الرئاسة نهائى أيا كانت الشخصية التى ستنافسها فى السباق؟
- قررت الترشح منذ شهرين، ووقتها قال المشير عبدالفتاح السيسى إنه لن يترشح، وإن الجيش لن يدخل أبدا المعترك السياسى، إذن فقلت وقتها هذه ديمقراطية مدنية، وسأخوض سباق الرئاسة وأنافس الجميع، وبعد أن حسم «السيسى» أمره بالترشح.