محافظة الشرقية.. أرض "الكرم" التي جعلها الإرهابيون "شيخ زويد أخرى"
الواقعة شهيرة ومعروفة لكثير من الناس، والتي بسببها اشتهرت محافظة الشرقية وأهلها بالكرم والجود والسخاء، حيث تعطل قطار في مدينة القنايات بمحافظة الشرقية فاستضاف أهلها ركاب القطار لمدة خمسة أيام كاملة، كما كان الكاتب الراحل يوسف إدريس-ابن محافظة الشرقية- يتناول كرم أهل المحافظة في كثير من رواياته وقصصه، ويتحدث عن الشجار الذي يحدث بين القرى والعائلات عندما يمر موكب زفاف، حيث يتشاجر الطرفان على استضافة الموكب وإعداد "وليمة" للمشاركين فيه.
مرت الأيام والعصور وتغيرت الوجوه والأنظمة، وأسقط الشعب نظامين مستبدين حكما مصر، نظام أسسه الحزب الوطني المنحل على أساس الانفراد بالحكم والرشوة والتزوير، ونظام أسسته جماعة الإخوان "الإرهابية" على الفوضى والعنف والتطرف الذي ظل نهجها حتى بعد "عزلها" عن حكم البلاد، حيث كثف المسلحون هجماتهم على قوات الأمن منذ عزل محمد مرسي عن حكم مصر وتركزت أنشطتهم الإرهابية في مدن شمال سيناء (رفح- العريش- الشيخ زويد).
وقبل 30 يونيو 2013، يوم الثورة على نظام الإخوان، تسللت العديد من العناصر الإرهابية من سيناء إلى محافظات الدلتا- وخاصة الشرقية والدقهلية- حيث يرى خبراء أمنيون أن المحافظتين من معاقل "الخلايا النائمة المتطرفة" التي تقيم في منازل ومزارع أعضاء جماعة الإخوان.
وتمارس هذه العناصر اغتيالات منظمة لرجال الشرطة، فمنذ أقل من شهر شهدت محافظة الشرقية سلسلة اغتيالات لعدد من أمناء الشرطة، حيث يستقل مجهولون دراجة بخارية ويطلقون رصاصة في الرأس على ضحيتهم فيلقى مصرعه في الحال.
وفي واقعة مشابهة لاغتيال المقدم محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني، في مدينة نصر، تعرّض مساء اليوم المقدم محمد عيد عبدالسلام، الضابط بالأمن الوطني، للاغتيال قبل أن يستقل سيارته أمام منزله بالزقازيق، حيث أطلق مسلحون الرصاص على الضابط الشهيد في أماكن متفرقة من جسده فلقي مصرعه.
وعمليات اغتيال ضباط كبار بقطاعات حيوية في الشرطة تعكس أن هذه العناصر الإرهابية تمتلك معلومات عن ضحاياها "حصلت عليها بطريقة ما"، كما أن هذه العمليات تظهر استمرار هشاشة وضعف الحكومة الحالية في القضاء على الإرهاب الذي يهدد مصر.