تنشئة جيل قادر على فهم تراث مجتمعه، وربط التراث بالعلوم والتكنولوجيا الحديثة، من بين أهداف مؤسسة «الفكر خانة»، التى تنظم جولات ميدانية للأطفال فى الأماكن التاريخية، للتعريف بأنواع العمارة المصرية، وتدريب الصغار على صنع منتج مستوحى من الفنون التى تعلموها.
جولة فى «بيت الرزاز» بمصر القديمة، قام بها مسئولو المؤسسة وأطفال مؤخراً، تضمّنت معلومات عن «تيمات» وأساسيات العمارة الإسلامية الهندسية، وقواعد صُنع الزخارف التى اعتمد عليها المصريون فى فترات سابقة، أما التطبيق العملى، فكان مبتكراً، بصنع طائرة ورقية مزيّنة بتلك الزخارف.
«نهتم بالعلم وتدريسه بشكل مبتكر، بعيداً عن فكرة التلقين التى تعج بها المناهج، ورأينا أننا لكى نحقق هذا الهدف، لا بد من البدء مع الأطفال مبكراً، لكى تترسّخ فكرة حب العِلم منذ الصغر، بتنظيم تلك الورش، والقيام بجولات تعليمية»، كلمات هبة محمد، التى تتولى تدريس العلوم للأطفال بالمؤسسة وبشكل مبسط.
الجولة الأخيرة، التى تم تنظيمها بالتعاون مع المؤسسة المصرية لإنقاذ التراث، ومركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى التابع لمكتبة الإسكندرية، كانت لمدة يوم، حسب «هبة»، واعتمدت على شقين، نظرى وعملى: «لم نقدم للأطفال فقط معلومات تاريخية بشأن بناء بيت الرزاز، بل ركزنا على الجانب العلمى، المتمثل فى شكل الزخارف الإسلامية، وأشهرها الطبق النجمى ومكوناته، بعد أن قُمنا بجولة فى المكان».
وعن الطائرة الورقية المزينة بالزخارف، تقول «هبة»: «اعتبرنا أن الطائرة يمكن أن تمثل التطبيق الأكثر قرباً من الزخارف الإسلامية، وفى الوقت نفسه قادرة على جذب الأطفال، لكن ركزنا فى طريقة صنعها على المقاييس الهندسية الكاملة، كما أننا طلبنا من الأطفال رسم خلفية الطائرة بما رأوه من زخارف وبشكل هندسى، لخلق جيل من المهندسين القادرين على ربط الماضى بالحاضر».
تعليقات الفيسبوك