إعلام مصر: من دعوات العنف إلى رحاب التنوير.. تحيا الثورة
«الإخوان» خلال محاصرتهم مدينة الإنتاج الإعلامى
أزمات عدة أحاطت المشهد الإعلامى خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، نتيجة تحكم عناصر متطرفة فى مجرى الأمور آنذاك، فضلاً عن توجيه تهديدات طوال الوقت لأى مُذيع يُبدى رفضه لسياسات الجماعة مقابل الوقوف مع الدولة، حتى احتشد المواطنون فى 30 يونيو وأزاحوا الغمة بكاملها.
يقول الإعلامى محمد على خير إن الإعلام فى فترة الإخوان كان مُنقسماً إلى جزأين، أحدهما كان منتمياً إلى الجماعة الإرهابية والتيارات المتأسلمة، وكان هناك عدد من القنوات التى تعتمد على ترهيب المواطنين، كما جرى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى على يد حازم صلاح أبوإسماعيل، وتطور الأمر إلى بناء حمامات فى محيط منطقة الحصار، إذ إن ذلك يُعد إحدى صور ترهيب الإعلاميين فى القنوات الأخرى.
وأضاف «خير» لـ«الوطن» أن المؤسسات الإعلامية الوطنية نجحت فى حشد المواطنين للالتفاف حول الدولة: «الإعلام كان أحد الأذرع القوية لإحاطة الشعب بكل ما يجرى فى أثناء فترة حكم الإخوان، وكان داعماً للثورة، ومُحفزاً للمواطنين على المُشاركة فيها»، لافتاً إلى أن طبيعة الإعلام فى الوقت الحالى تحتاج إلى إعلام تنموى وتنويرى، يُساعد الدولة فى عرض ما تُقدمه من إنجازات للمواطن من خدمات ومشروعات.
"خير": الإخوان حاصروا "مدينة الإنتاج" لإرهاب الإعلاميين.. و"عبدالمجيد": إعلامهم تحريضى
وتقول الإعلامية سوزان حامد، رئيس قطاع القنوات الإقليمية بالتليفزيون، إن «ماسبيرو» كان محط اهتمام «الإخوان»، وتضيف: «ذات مرة استدعانى صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام وقت حكم الجماعة، ليُعاتبنى لأن برامج القناة الثالثة، التى كنت أتولى رئاستها آنذاك، توجه انتقادات للجماعة وهذا أمر مرفوض»، موضحة أنها كانت تُعارض وجهة نظره دائماً، من خلال تأكيدها على ضرورة العمل بموضوعية وحيادية، وتناول الرأى والرأى الآخر.
وفسرت «سوزان» لـ«الوطن» دخول عناصر إخوانية المبنى قائلة: «وزير الإعلام كان له أحقية فى تعيين أى شخص وفقاً لرغباته، الأمر الذى أسهم فى وجود خلايا نائمة»، مؤكدة أن مسئولى التليفزيون حالياً على وعى كامل وفى حالة من اليقظة تجاه كل كلمة يُنطق بها عبر الشاشة. والإعلام فى الفترة الحالية يحتاج إلى متطلبات عدة، على رأسها تسليط الضوء على الإنجازات التى تقوم بها الدولة، فضلاً عن الوقوف بجانب المواطن لحل مشاكله.
وتقول الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق: «كان هناك عدد من القنوات تُحرض ضد المواطنين، وتدعو للتطرف والعنف فى فترة الإخوان، وكان لها دور خطير فى الشارع، مقابل الدور الإعلامى للقنوات الوطنية الأخرى التى كانت تُدافع عن هوية الوطن والمصريين، حيث كان هناك عدد من المُذيعين ينتفضون ضد الجماعة الإرهابية وقرارات القيادات الإخوانية، رغم المخاطر والتهديدات التى أحاطتهم، ووصل بعضها إلى القتل، فضلاً عن حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، ومظاهرات محيط ماسبيرو، ورفع صور لإعلاميين وحول رقابهم حبل المشنقة».