بعد تظاهراتهم ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي.. من هم يهود إثيوبيا؟
صورة أرشيفية
على ما يبدو أنّ أزمة اليهود ذو الأصل الإثيوبي في إسرائيل لن تهدأ، إذ يخرج من آن إلى آخر بينهم محتجين على العنصرية الإسرائيلية ضدهم، وآخرها في يناير الماضي، إذ أدت احتجاجات إلى إصابة 6 من أفراد الشرطة في ميدان رابين بتل أبيب، في الوقت الذي اعتقلت فيه الشرطة الإسرائيلية 11 شابا من أفراد الطائفة الإثيوبية خلال التظاهرات بشبهة الإخلال بالنظام العام.
وتتكرر التظاهرات هذه الأيام من الإثيوبيين في دولة الاحتلال، إذ أعلن نشطاء منهم عزمهم التظاهر مجددًا في عدد من المدن بإسرائيل بعد يوم عصيب أصيب فيه العشرات من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي اعتقلت عشرات المتظاهرين وقالت إنّها لن تسمح بالفوضى.
جاء ذلك للاحتجاج على قتل شرطي لشاب يهودي من أصل إثيوبي الأحد الماضي، في حادثة شابتها تساؤلات كثيرة عن مبرر إطلاق الشرطي النار، والذي كان في غير مهمة رسمية، على الشاب البالغ 19 عاما وتم دفنه أول أمس.
وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في بيان أمس، إصابة 111 شرطيًا في اشتباكات عنيفة عبر البلاد على أيدي المتظاهرين، واعتقلت الشرطة 136 من المشتبه بهم الذين هاجموا الضباط والمركبات.
وكان المتظاهرون وجهوا اتهامات جديدة بالعنصرية إثر الحادث، وعليه أغلقوا أول أمس مفترقات شوارع وأضرموا النيران في سيارات وإطارات سيارات ورشقوا قوات الشرطة بالحجارة، وتسببت الاحتجاجات التي اندلعت عقب دفن الشاب في حدوث اختناقات مرورية واسعة، إذ أثار مقتله غضبا في أوساط اليهود الإثيوبيين في إسرائيل، الذين يقولون إنّ شبابهم يعيشون في خوف دائم من مضايقات الشرطة لأنّهم من ذوي البشرة السوداء، فمن هم يهود الفلاشا أو يهود إثيوبيا؟.
هم من طائفة "بيتنا إسرائيل" وهي طائفة يهودية تعيش في إثيوبيا منذ القرن الرابع الميلادي، وبدءًا من أواسط القرن الـ19 بدأ بعضهم التنصر بعد نشاطات تبشيرية، أي أنّ أصولهم يهودية لكنهم ليسوا يهودًا.
ورغم دخولهم الديانة المسيحية فإنّهم لا يعتبرون جزءًا من الكنيسة الإثيوبية، وإنما الكنيسة الأنجليكانية التي تنصّروا عن طريقها، ووفقًا لما ذكره موقع المصدر الإسرائيلي، فعلى مدى سنوات طويلة عانى أبناء الطائفة من مضايقات المسيحيين في الكنيسة الإثيوبية، ولم يحسبوا كأفراد الطائفة اليهودية، لذلك عاشوا كطائفة منبوذة ومستقلة.
وبدأ استقدام الفلاشا إلى إسرائيل بدءًا من أوائل التسعينيات، إلى جانب استقدام الطائفة اليهودية من إثيوبيا، وبحسب الموقع الإسرائيلي، ففي البداية هاجروا بناء على قرار الحكومة، التي قررت الموافقة على هجرتهم شريطة اعتناقهم اليهودية من جديد، ولاحقا هاجر آخرون من أبناء الفلاشا بناء على الصلة الأسرية لمن هاجر إلى إسرائيل بالفعل.
ومع هجرة الطائفة اليهودية في إثيوبيا إلى إسرائيل، نُقل أبناء الفلاشا للعيش في معسكرات مركّزة في مدن جوندار وأديس أبابا انتظارا لهجرتهم، وفي العام 2003 اتُخذت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قرارا، بعده وصل ممثلون عن معسكرات الفلاشا ونفّذوا تسجيلا لمن يحق لهم الهجرة إلى إسرائيل بناء على جذورهم اليهودية، فيما يعاني يهود الفلاشا الآن من تمييز في المجتمع الإسرائيلي، لذلك يخرجون في تظاهرات احتجاجا على معاملتهم كمواطنين من درجة ثالثة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي.