اعتاد سماع ضحكات تنطلق فور مروره فى أى مكان، سخرية من قصر قامته، لكنه قرر أن يفكر إيجابياً، ويستغل هيئته اقتصادياً، بالعمل كمهرج، وتقديم عروض تمثيلية ساخرة فى الاحتفالات وفقرات بالعروض الخاصة للسيرك الأوروبى.
على مدار 15 عاماً، يطل عصام سيد، على المشاهدين بملابسه الملونة وقامته القصيرة، يجتهد فى رسم البسمة على وجوههم، دون النظر إلى ما يسكن بداخله من ذكريات وآلام عاشها منذ الطفولة، كحال غالبية قصار القامة: «مفيش مهنة تسمح بوجود قصار القامة غير المهرج، إحنا محرومين من إننا نتعين فى أى وظيفة، وكان لازم أشتغل علشان أثبت نفسى وأعيش، وإلا هاقعد فى البيت من غير شغل».
تحديات كثيرة تخطاها الثعلب الصغير، كما يلقبه من حوله، نظراً لذكائه الشديد، وقدرته على التصدى للسخرية، التى يتعرّض لها باستمرار، على العكس من آخرين اختاروا التوارى عن أعين الناس، تجنّباً لسماع تعليقات تنال من مشاعرهم: «اتعودت من صغرى أمشى على الصعب، وباستغرب ليه الناس رافضة تحسسنا إننا طبيعيين، فقررت أحاول أخليهم يحبونى بمهنة المهرج».
اضطر «عصام» إلى عدم استكمال دراسته فى كلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية، بجامعة القاهرة، لعدم تحمله تعليقات زملائه ومدرسيه، وحالياً يعتمد على أجرة العروض، للإنفاق على طفله وزوجته، التى اختار أن تكون أيضاً من قصار القامة.
تعليقات الفيسبوك