"بقعة سوداء" تضرب موسم المانجو.. و"الزراعة": سيتم بحث المشكلة
مزارع يحمل "الزراعة" المسؤولية: دور الإرشاد الزراعي اختفى منذ 4 سنوات
تسبب الحر الشديد خلال الموجة الحارة الفترة الماضية بمحافظة الشرقية في ظهور مرض أدى إلى سقوط ثمار المانجو قبل نضجها، وهو الأمر المتوقع أن يؤدي لتراجع كميات المحصول وارتفاع الأسعار. بحسب المزارعين.
وقال شحتة جبر، أحد المزارعين، لـ"الوطن": "تصاب الأجزاء المختلفة من شجرة المانجو بالكثير من الآفات والأمراض التي تسبب ضعفاً في النمو الخضري وخسارة في المحصول وعادة نقوم بالعديد من الإجراءات للمكافحة حفاظا على المحصول ولكن هذا العام أدى الموجة الحارة، التي شهدتها المحافظة الفترة الماضية إلى إصابة المحصول بمرض غريب آثر بشكلي سلبي على المحصول.
وتابع: أصيبت الثمار ببقعة سوداء أدت إلى تساقطها قبل نضجها حتى أصبحت معظم الأشجار خاوية على عروشها فبدلا من أن ننتظر جمع المحصول يطاردنا هاجس الديون، وأضاف: "تكلفة زراعة الفدان تتجاوز 30 ألف جنيه والزرع لا يبشر بمحصول يغطي حتى 10% من التكلفة".
وأردف: "على سبيل المثال فدان الأرض يحتاج لأسمدة عبارة عن 7 مقطورات (سبلة) سعر المقطورة الواحدة 500 جنيه، بالإضافة لـ200 جنيه أجرة عمال يقومون بتحمل الأسمدة وتفريغها في الأرض"، كما يحتاج الفدان للعديد من الأدوية والرش لمكافحة الآفات منها زيت معدني سعر الجركن 320 جنيها، ودواء حشري لمبادا ثمن العلبة 65 جنيها أو ملاسيون ثمن العلبة 75 جنيها وزيت لعلاج السوادة ثم الجركن 320 جنيها وكبريت ثمن الشيكارة الواحدة 300 جنيه، ودواء الحمرا ثمن الكيلو 375 جنيها ودواء الكالسيوم 350 جنيها. بخلاف العديد من أصناف الأدوية والكيماويات إضافة للسولار وأجرة العمال.
وحمل المسؤولية لوزارة الزراعة، قائلا: "وزارة الزراعة لم تتبنى أي خطة للتعامل مع التقلبات الجوية أو الأمراض المفاجئة التي قد تصيب المحاصيل كما اختفى دور المرشدين الزراعيين منذ أكثر من 4 سنوات، ولم يعد هناك متابعة للزراعة من قبل المهندسين الزراعيين وأيضا لا توجد أي دورات إرشادية أو توعيه للمزارعين".
وأضاف: "أنه مهدد بتراكم الديون عليا خاصة أنه ليس لديه أي عمل سوى الزراعة. لافتا إلى أن لديه 8 أفدنة اعتاد على زراعتهم مانجو منذ أن أكثر من 45 عاما.
وقال مجدي البقري أحد أهالي قرية شرارة بمركز الحسينية، "نحن دولة زراعية وإذا لم تقم الزراعة بدورها وتضع الخطة اللازمة للحفاظ على الأراضي الزراعية ودعم الفلاحين سيؤدي ذلك للإضرار باقتصاد البلد"، وتسأل: "أين دور مركز البحوث الزراعية ووزراة الزراعة والجمعيات الزراعة في التوعية قبل إصابة الزرع بالأمراض أو بعدها؟". وأضاف: أن العديد من المزارعين اضطروا لتقليع شجر المانجو واتجهوا إلى زراعة محاصيل أخرى كالخضراوات والفاكهة والقمح والأرز.
من جهته، قال الدكتور محمد القرش معاون وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، في تصريح لـ"الوطن"، أنه سيتم بحث مشكلة المزراعين، مضيفا أن الوزارة تتبنى خطة لتفعيل دور الإرشاد الزراعي بمختلف محافظات الجمهورية، وأنه جار تفعيل الإرشاد الإلكتروني ودعم الخريجين الجدد والتنسيق بين المرشدين الزراعين في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والمستقلين بحيث يتم تكوين منظومة إرشاد متكاملة يتم من خلال تقديم الخدمات اللازمة للمزارعين في ضوء خطة الوزارة للحفاظ على الرقعة الزراعية وتقديم كافة التسهيلات اللازمة للمزارعين.